تعرف الشجاعة بأنها الإقدام على المكاره والمهالك عند الحاجة لذلك، وهي الثبات عند المخاوف والاستهانة بالموت، وتنقسم إلى نوعين إما أن تكون شجاعة طبيعية تجاه الألم الطبيعي أو المشقة أو التهديد بالموت، أو شجاعة أخلاقية بالقدرة على التصرف بشكل صحيح تجاه أي معارضة أو فضيحة أو إحباط.
قال العرب: إن الشجاعة وقاية والجبن مقتلة، وقال البعض عن الشجاعة إنها جرأة القلب وقوة النفس عند مواجهة الأمور الصعبة، وقال أرسطو: الشجاعة أولى سمات البشر فهي التي تجعل بقية السمات ممكنة.
إن الشجاعة هي التي تقود الإنسان إلى الأمام وتقضي على الذل والهوان، وهي سر بقاء البشر واستمرار الحياة وعمران الأرض وهي من صفات الكمال والجمال.
وقد اتصف بالشجاعة الأنبياء والمرسلون وامتاز بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان هو الشجاع الذي يحاذى به وكان في المعارك هو أقرب للعدو، وقد حث أمته على الشجاعة وجعلها مجلبة لحبه ورضاه وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يحبهم الله عز وجل وذكر منهم ورجل كان في سرية فلقوا العدو فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح الله له».
إن الشجاعة عز والجبن ذل والشجاع محبب لجميع الناس حتى أعدائه، والجبان مبغض من الجميع، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن طالع» وكانت الشجاعة مفخرة العرب في الجاهلية أيضا كانوا يتفاخرون بها ويتمادحون.
وبالشجاعة يتحقق للمرء ما لا يتحقق بدونها وبها يستطيع أن يضحي بماله ونفسه لأنها تكون أعلى مراتب الشجاعة كما قال أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد رضي الله عنهما: «احرص على الموت توهب لك الحياة».
والشجاعة تجعل الإنسان ينطق بالحق ويتكلم بالصدق وبها يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «قل الحق ولو كان مرا»، وعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن كلمة الحق عند السلطان الجائر من أفضل الجهاد وقال: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر».
ويقول أحمد شوقي: إن الشجاعة في القلوب كثيرة.. ووجدت شجعان العقول قليلا. وقد شهد التاريخ أن كل أمة أصيب رجالها في شجاعتهم ورجولتهم وغيرتهم وحميتهم أفل نجمها وكسفت شمسها وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «اقتحموا الموت فرب جريء كتبت له السلامة ورب جبان لقي حتفه في مكمنه».
فالشجاعة خلق كريم يحمل النفس على التحلي بالفضائل ويحرسها من الاتصاف بالرذائل وهي ينبوع الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة، وهي من أعز أخلاق الإسلام وأفخر أخلاق العرب وبها عاشت الأمة الإسلامية، وبها فتحوا البلاد وحكموا العباد وقضوا على الظلم والعدوان.