في البداية، أتقدم بشكري الجزيل لترشيحي من قبل جمعية الصحافيين الكويتية للمشاركة في ورشة العمل التي تقيمها وزارة الإعلام بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بعنوان «التواصل الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب»، والتي كانت على مدى ثلاثة أيام، حيث أتيحت لنا الفرصة لتبادل الخبرات حول كيفية مكافحة خطاب التطرف وتعزيز استخدام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الكويت والاتحاد الأوروبي بما يؤدي إلى مكافحة نشر الإرهاب عن طريقها ولنشر الوقاية الاستباقية للجمهور وقد تم الاطلاع على تجربة الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب.
وتم التركيز على كيفية استخدام التواصل الاستراتيجي من خلال سلسلة من الإجراءات التي تبدأ في فهم الجمهور ومعرفة توجهاتهم وسببها ومستوى التعليم والدخل والفئات العمرية، ومن ثم تحديد الأدوات والبروتوكول المناسب لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه وهو مكافحة الإرهاب ومكافحة خطاب التطرف.
إن التحدي المهم هو إعداد لائحة قواعد إرشادية ومبادئ الممارسة المهنية في نقل الأخبار فيما يتعلق بالأخبار التي تغطي القضايا التي يمكن أن يستخدمها المتطرفون لخدمة قضاياهم. والتواصل الاستراتيجي يعمل على خلق مجتمع متسامح شامل لجميع فئات المجتمع وفي جميع الأماكن باستخدام الأدوات المناسبة والتكتيكات العملية في تطوير محتوى الخطاب الإعلامي ليكون مضادا للتطرف والإرهاب.
ولا بد من التعاون بين القطاعين العام والخاص مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية أيضا لحماية وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها من الاستغلال من المتطرفين والوصول إلى خطاب متزن يكافح النوايا الإرهابية والمتطرفة باستخدام الكلمات المؤثرة والأدوات التي تساعد على خلق مجتمع متسامح بعيد عن الإرهاب أو الكراهية وللوقاية من الانضمام لأي جماعات إرهابية ومتطرفة.
وقد تم خلال هذه الورشة تقسيم الحضور إلى مجموعات لمراجعة بعض البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من البيانات وتحليلها ومحاولة تحديد الأشياء المفقودة من تلك البيانات والتساؤلات التي تثيرها ومن ثم تحديد الخطاب الإعلامي الذي يؤكد على التواصل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب.
إن التواصل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب يعتبر إستراتيجية عالمية لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتواصل مع الجمهور من خلال المنشورات الإعلامية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك عن طريق الأنشطة التثقيفية التي يتم بثها من خلالها، إذ ان الانترنت أصبح عنصرا مهما في استراتيجيات الاتصالات الخاصة بإدارة الإعلام ولتحقيق الأمن والسلام والتنمية المستدامة بما يؤدي إلى نبذ خطاب الكراهية والتطرف ومكافحة الإرهاب.