تحتفل دول العالم العربي باليوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام بعيد الأم، ولكن لأن هناك من فقدوا أمهاتهم فقد جعلوه يوما للأسرة كاملة، وقد بدأت فكرة هذا الاحتفال فرعونية وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن، وقد اهتم الفراعنة بالأم والمرأة، وتشهد معابدهم في دندرة وسمنود كيف كانوا يحتفلون بالمرأة والأم ويقدمونها للعالم كقديسة، بل كانوا يعتبرونها سر الحياة وسببها. وكانت «إيزيس» وهي ملكة فرعونية قديمة تعتبر رمزا مصريا للاحتفال بالأم المصرية القديمة ورمزا للأمومة واعتاد المصريون القدماء على إقامة مواكب من الزهور تطوف المدن المصرية في هذا اليوم احتفالا بالأم، كما احتفل بها اليونانيون والرومانيون.
وتناقلت الأجيال هذه الفكرة وانتقلت من الحضارة المصرية القديمة إلى الحضارات الأخرى، وظلت تتناقل وتتعاقب حتى ظهرت بصورتها الحالية. ويشهد يوم 21 مارس من كل عام العديد من الاحتفالات الكبيرة والأيام العالمية لعدد من المناسبات، فهو يوافق اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري واليوم العالمي للشجرة واليوم العالمي لمتلازمة داون واليوم العالمي للشعر ويوم الاعتدال الربيعي وعيد النوروز والعيد القومي الكردي ويوم استقلال نامبيا.
ولكن نظراً للاهتمام الكبير بالأم وبمكانتها الاجتماعية، فقد ينسى البعض تلك المناسبات والأيام العالمية الأخرى، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، والمرأة هي الأخت والأم والزوجة والابنة وجميعهن يسهمن في تربية الأبناء وإعدادهم والاهتمام بهم.
إن الأسرة هي النواة الأساسية في بناء المجتمعات والحضارات، وإذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله، ويتعلم الإنسان أفضل أخلاقه من الأسرة، وتوفر الأسرة لأبنائها سكون القلب واطمئنان النفس وراحة الضمير، وتضفي عليهم خصائصها.
إن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي وتكوين القيم الروحية والوجدانية والخلقية وتعليم الأفراد أدوارهم المتوقعة منهم، وتوفر لهم مستلزمات الحياة اليومية واحتياجاتها.
وتهيئ الأسرة للطفل اكتساب مكانة معينة في البيئة والمجتمع وتعتبر الوسيط الأول والموثوق لنقل ثقافة المجتمع إلى الأطفال ونقل الثقافة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء وهي المرجعية الأولى للطفل في معارفه وقيمه ومعاييره، فهي توفر للطفل المصدر الأول لإشباع الحاجات الأساسية له وتشكل الأساس الاجتماعي والنفسي له أيضا.
والأسرة هي أهم وأثمن الهدايا في حياتنا، وكلمة «العائلة» في حد ذاتها مهمة جدا لدرجة أنها تعني الشعور بالأمان مع الأشخاص من حولك، فلنحتفل معا بيوم الأسرة ونجدد المحبة والألفة، فالأسرة لها كل التقدير والاعتزاز ليس في يوم واحد فقط، ولكن على مدار العام، وكل عام وأنتم بخير.