يرتبط تعاطي المخدرات باضطرابات الصحة العقلية كالاكتئاب والقلق وسوء التصرف، حيث إن تأثيرها على مخ المتعاطي كبير جدا وقد تكررت جرائم القتل والاعتداءات والحوادث في الآونة الأخيرة والتي تبين لاحقا أنها بسبب المخدرات.
وتزداد رغبة متعاطي المخدرات في التعاطي بجرعات زائدة مع مرور الوقت وقد تظهر عليه سلوكيات عدوانية ويقل اهتمامه بأقرب الناس إليه سواء كانوا والديه أو إخوانه وكذلك لا يهتم بالمحيطين به أو في البيئة المحيطة حتى لو كانوا من أقرب المقربين إليه ويكون اهتمامه فقط في المخدر وكيفية حصوله عليه. فقد دمرت المخدرات الشباب ودمرت مستقبلهم وعقولهم وطموحهم، فمنهم من يتعاطى بعض الأنواع التي تتلف خلايا المخ أيضا وتسبب له مشاكل في الانتباه أو الذاكرة أو التركيز.
إن التعاطي إما أن يكون بسبب أصدقاء السوء ونصيحتهم بتجربة التعاطي مما قد يؤدي بعد فترة من الزمن إلى الإدمان وأحيانا يكون بسبب العوامل البيئية فيكون أحد أفراد العائلة يتعاطى ويقدم المخدرات للآخرين أو أن يتعاطى المدمن هروبا من المشاكل المحيطة به وضغوطات الحياة، كما يعتقد البعض أن التعاطي هو الحل. وتؤدي المخدرات إلى الإصابة بالأمراض الوبائية المعدية وإلى مشكلات صحية مختلفة طبقا لنوع المخدر المستخدم وتسبب التعرض للحوادث والانتحار وكذلك إلى المشاكل العائلية سواء مع الأهل للحصول على المخدر أو مع الزوج أو الزوجة أو مع الأصدقاء.
وتؤدي المخدرات إلى مشكلات في الدراسة إذ يقل التحصيل الدراسي ويكون تأثيرها سلبيا على الدراسة وكذلك تؤدي إلى المشكلات القانونية بسبب الرغبة في الحصول على المخدرات سواء عن طريق السرقة أو القتل أو بسبب النزاعات حول الوصاية على الأطفال.
وقد تتراكم الديون على المتعاطي بسبب إنفاق المال للحصول على المخدرات وعدم استطاعته القيام بواجباته تجاه العائلة. إن الوقاية هي أفضل سبيل للقضاء على المخدرات ولذلك يجب أن يتواصل الأهل مع الأبناء وتوضيح مخاطر استخدام الأدوية والمخدرات والإنصات إليهم لحل مشاكلهم مع أقرانهم وأن يكون الأب والأم القدوة الحسنة لهم، ويجب تعزيز الترابط الأسري وتقوية العلاقة بينهم وبين أبنائهم.
إن المخدرات آفة دخيلة على مجتمعاتنا وقد انتشرت انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة وهي من أخطر المشاكل التي يعاني منها العالم كله وعلى الرغم من أن الضبطيات مستمرة على المخدرات ودخولها البلاد إلا أنها إلى الآن مازالت منتشرة لتدمير الشباب والكيان الأسري وتؤدي إلى التفكك الاجتماعي وتزعزع الاقتصاد الوطني.
ويجب أن نعمل جميعا كأفراد أو مؤسسات لمواجهة هذه الظاهرة والسيطرة عليها باستخدام كافة الإمكانات والوسائل بسبب أخطارها الشديدة وتحدياتها المختلفة على المجتمع ووحدة الوطن والأمن والاستقرار.