تحتفل دول العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو من كل عام، لتوعية المجتمعات بالمخاطر الصحية المرتبطة به والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه، حيث إن تعاطي التبغ يعتبر أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، حيث إنه يؤدي إلى وفاة شخص من كل عشرة بالغين في جميع أنحاء العالم ويقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، ويدمر البيئة ويلحق الضرر بصحة الإنسان من خلال زراعته وإنتاجه وتوزيعه واستهلاكه ومخلفاته ما بعد الاستهلاك.
ومكافحة تعاطي التبغ لا تقتصر على الامتناع عن التعاطي فقط، بل كذلك إلى الامتناع عن زراعته وتشجيع الحكومات على إنهاء الإعانات الممنوحة لزراعة التبغ ودعم المزارعين للانتقال إلى محاصيل مفيدة وأكثر استدامة وتحسن الأمن الغذائي والتغذية وإذكاء الوعي في مجتمعات زراعة التبغ بفوائد الابتعاد عن التبغ وزراعته.
ويجب تشجيع الحكومات والمجتمعات والأفراد على إدراك حجم المشكلة والقيام حيالها بكل ما هو مناسب ورصد جوائز للأفراد والمنظمات الرئيسية التي كانت لها إسهامات كبيرة في مكافحة التبغ وإنجاح حملات اليوم العالمي لمكافحة التبغ.
وتؤدي زراعة التبغ وتصنيعه وتعاطيه إلى تسمم المياه والتربة والشواطئ والشوارع بالمواد الكيميائية والنفايات السامة وأعقاب السجائر بما في ذلك المواد البلاستيكية الدقيقة ومخلفات السجائر الإلكترونية. وقم تم اختيار شعار هذا اليوم للعام الحالي ليكون «التبغ يهدد بيئتنا» لتسليط الضوء على زيادة وعي الناس بآثار التبغ على البيئة والعمل على مكافحته.
يعتقد البعض أن التدخين هو الحل لبعض ضغوطات الحياة النفسية والاجتماعية والمرضية التي قد يتعرضون لها ويتوهمون أن التدخين يهدئهم في لحظات الغضب والاكتئاب، ولكنه في الواقع يؤدي إلى سوء العلاقات الاجتماعية وخاصة عندما يدخن الآباء والأمهات أمام الأطفال، وبذلك يرسلون لأطفالهم رسالة عن أن التدخين أمر لا بأس به، وكذلك قد يؤدي التدخين إلى زيادة احتمالات حالات الطلاق وانتشار الأمراض الخطيرة بين أفراد المجتمع نتيجة للتدخين النشط أو السلبي. ويهدف اليوم العالمي للامتناع عن التدخين إلى حماية الأجيال الحالية والقادمة من جميع العواقب الصحية المدمرة ومن المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية بسبب تعاطي التبغ والتعرض لدخانه.
ونصيحتي لكل مدخن أن يبدأ بالإقلاع عن التدخين بكل أنواعه وأشكاله والتخلص من جميع منتجاته والاستعانة بالاستشارة الطبية لمساعدته في الامتناع عن التدخين لحماية نفسه من أمراض القلب والتنفس وحماية عائلته من جميع العواقب المدمرة، فلنعمل معا للحفاظ على بيئتنا من التدخين وآثاره على البيئة والصحة والمجتمع.