محو الأمية تعني القدرة على القراءة والكتابة، وقد توسع معنى هذا المصطلح ليشمل أيضا القدرة على استخدام اللغات والأرقام والصور والوسائل الأخرى للفهم والتعامل مع الرموز الثقافية الأساسية وتوسع مفهوم محو الأمية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ليشمل مهارات الحصول على المعرفة من خلال التقنيات وأيضا القدرة على تقييم السياقات المركبة، ويحتفل باليوم الدولي لمحو الأمية في الثامن من سبتمبر من كل عام ويعتبر فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة وقضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي اعتمدتها المنظمة في سبتمبر 2015 هدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في جميع المراحل العمرية، حيث إن إحدى غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة هي ضمان تعلم الشباب المهارات اللازمة في القراءة والكتابة والحساب وإتاحة فرصة اكتسابها أمام البالغين ممن يفتقدون إليها. وقد أعلنت اليونسكو في دورتها الرابعة عشر أثناء مؤتمرها العام الذي عقد في 26 أكتوبر 1966 أن يوم 8 سبتمبر من كل عام يعد يوما دوليا لمحو الأمية بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القرائية للأفراد والمجتمعات ولتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.
وجاءت فكرة هذه المناسبة الدولية من فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي عقد بشأن محو الأمية في سبتمبر 1965 وقد أوصى بضرورة تغيير السياسات الوطنية التعليمية لتحقيق التنمية في العالم الحديث واستقلال عدد كبير من البلدان والحاجة إلى تحرر الشعوب ولضمان المشاركة الفاعلة والمنتجة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الإنساني خصوصا في ظل وجود مئات الملايين من البالغين الأميين في العالم. قال تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ـ العلق: 1-5)، فإن الإسلام منذ البداية دعا إلى القراءة والدراسة والتعلم ودعا إلى احترام العلماء، ولذلك كان أول أمر من السماء إلى الأرض تعلم القراءة، وكذلك ورد فضل العلم والعلماء في العديد من الآيات منها قوله سبحانه وتعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ـ الزمر: 9).
والدين الإسلامي ينبذ الجهل ويحارب الأمية ويدعو إلى توعية الأبناء وتعليمهم وإنقاذهم من الجهل والأمية، ولذلك نجد القائمين على التعليم في البلدان العربية والإسلامية يحرصون على افتتاح مراكز محو الأمية للصغار والكبار وللجنسين، لأن العلم هو أساس النهضة والتطور وبه ترتقي الأمم.