بعد فراق أخي الحبيب كمال يحل علينا بعد أيام قليلة أفضل شهور السنة شهر رمضان ولن يكون أخي معنا هذا العام فسنفتقده كثيرا، إذ أنه فارقنا وانضم إلى أمي وأبي، رحمهم الله جميعا، ولكن لن ننساهم بالدعاء وبالصدقات.
ولا بد من أن نستعد لهذا الشهر الفضيل، فهل يكون الاستعداد بتوفير المواد الغذائية فقط كما يفعل البعض؟ إن الاستعداد لهذا الشهر لا يكون بشراء المواد الغذائية وتخزينها إنما يكون بإصلاح النية أولا وبالتوبة وطلب الغفران من الله وبضبط الفرائض ومحاسبة النفس عن أي ذنب اقترفه صاحبه خلال السنة الماضية.
ويجب أن يحرص الإنسان على دينه والالتزام بالتقوى والمبادرة بصلة الرحم والحرص على تلاوة القرآن الكريم وختمه وتعويد النفس على الصيام حتى لا تكون هناك مشقة في صيام شهر رمضان وكذلك لابد من قضاء أي أيام أفطرها أي شخص في رمضان الماضي بعذر شرعي.
ولا بد من تعويد النفس على قلة الطعام وعدم الإكثار منه حتى لا يشعر بالكسل في رمضان قد يثنيه عن أداء العبادات والتعود على تناول الخضراوات والفواكه والتمر لحيوية الجسم ونشاطه.
ولا بد من الابتعاد عن السهر ليتمكن الجميع من الاستيقاظ مبكرا وقبل صلاة الفجر لمناجاة الله وقت السحر وكذلك لتناول طعام السحور وأداء صلاة الفجر في وقتها.
والاستعداد لهذا الشهر يجب أن يكون بتنظيم الوقت والابتعاد عن كل ما حرمه الله عز وجل والانشغال بالعبادة وتعويد اللسان على الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل.
إن شهر رمضان له مكانة خاصة في تاريخ المسلمين لأن نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كان في ليلة القدر والتي يحرص الجميع على إحيائها والدعاء فيها وكذلك يرتبط هذا الشهر بصلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر وصيامه يعود النفس على الصبر وكسر الشهوات وتطهيرها من الضغينة.
وشهر رمضان هو شهر الصيام الذي يعتبر فرضا على كل مسلم إذ أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة ومن مزايا هذا الشهر أن أبواب السماء وأبواب الجنة تفتح فيه وفي ليلة القدر يغفر الله لعباده خطاياهم وتغسل ذنوبهم والعمرة في هذا الشهر تعادل أجر حجة.
وفي هذا الشهر يقبل الجميع على العلم والتعلم والتوسع في الأمور الشرعية، ومن العادات والتقاليد فيه دعوة الآخرين على الإفطار وإقامة موائد الإفطار وازدياد أواصر المحبة بين الجميع وتناول وجبات السحور لبركتها.
فلنستعد جميعا لصيام شهر رمضان بالنية الصادقة الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وندعو لكل من فارقناهم ورحمهم الله من أقارب وأهل وأصدقاء بأن يرزقهم الله الجنة ويعتق رقابهم من النار.