من الحقائق الثابتة أن ما لا يمكن قياسه يستحيل تحقيقه، وهذا ينطبق على الخطط والبرامج الصحية، لذلك اهتمت المنظمات الدولية ومن بينها منظمة الصحة العالمية بالتأكيد على ضرورة وجود وتطوير نظم الإحصاءات بالدول وأن تكون تلك النظم قادرة على إعداد إحصائيات دقيقة وعلمية وفي الوقت المناسب واستخدامها لإعداد مؤشرات تخطيط وتنفيذ ومتابعة الخطط والبرامج الإنمائية على مستوى جميع دول العالم وتنشر المنظمات الدولية تقارير دورية تشتمل على المؤشرات المختلفة لكل دولة ويتم النشر بكل شفافية وتتاح المعلومات للجميع في موقع أي منظمة دولية.
وهناك إحصائيات روتينية ضمن نظم الإحصاءات مثل إحصائيات المواليد والولادات والوفيات وأسبابها واعداد وتوزيع السكان، وإحصائيات أخرى يجب توافرها بصورة دورية ولكنها غير متاحة بنظم المعلومات الروتينية مثل معدلات التدخين ومعدلات السمنة وزيادة الوزن ومعدلات ممارسة النشاط البدني بانتظام ومعدلات انتشار ارتفاع الكوليسترول والسكر في الدم وهي إحصائيات ضرورية للبدء في تخطيط برامج الوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية.
ومن الضروري ان تكون متاحة أمام جميع من يهمهم الأمر سواء من الوزارات أو الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام لأن الجميع شركاء والهدف واحد ألا وهو المحافظة على صحة القلب والتصدي لعوامل الخطورة التي يتعرض لها من خلال وجود مؤشرات وإحصائيات وتحديثها بصورة دورية لتحقيق التنمية في المجتمع.
ومن خلال موقعي كعضو مجلس إدارة جمعية القلب الكويتية وبحثي في موقع منظمة الصحة العالمية فهناك تقريران عن مسحين صحيين أجريا في الكويت أحدهما نشر في عام 2015 لمسح أجري عام 2014 عن عوامل الخطورة والأمراض المزمنة غير المعدية بالفئة العمرية 18-69 عاما وكشفت أهم نتائجه عن انتشار زيادة الوزن بمعدل حوالي 70% وانتشار السمنة بمعدل حوالي 40% ونتائج أخرى تدعو للقلق عن ارتفاع معدلات زيادة الكوليسترول بالدم وزيادة الخمول البدني وعدم تناول الكميات الكافية من الفواكه والخضراوات.
وهناك تقرير آخر نشر عام 2015 عن المسح الصحي لطلبة المدارس بالكويت وبه أيضا مؤشرات مقلقة عن معدلات انتشار التدخين والسمنة وزيادة الوزن والخمول البدني بين طلبة المدارس.
وبالرغم من مضي 3-4 سنوات على جمع المعلومات الخاصة بالدراستين إلا أنها الأحدث إذ لم أجد أحدث منها على موقع المنظمة ومن المخجل أن تكون لدينا الإمكانات بينما أحدث النتائج المنشورة عن الكويت مضى عليها سنوات ويبدو أنه لا توجد خطط وبرامج واضحة تعتمد على المعلومات الدقيقة والحديثة.