يوافق يوم 29 سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للوقاية من أمراض القلب والذي حدده اتحاد القلب العالمي، وتشارك جمعية القلب الكويتية دول العالم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال الفعاليات المتعددة التي تنظمها لتنفيذ المبادرات المجتمعية حيث تقوم بفحص ضغط الدم وقياس الوزن والطول وتقدير مؤشر كتلة الجسم وقياس مستوى السكر والدهون في الدم من خلال الوحدة المتنقلة التابعة لها، مؤكدة بذلك على دور المجتمع المدني وجمعيات النفع العام في تنفيذ برامج ومبادرات صحية ناجحة قد لا يكون لدى الجهات الحكومية الوقت والإمكانيات اللازمة لتنفيذها.
وفي هذا العام يسبق الاحتفال بيوم القلب العالمي بثمان وأربعين ساعة اجتماع مهم سيعقد في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية وهو الاجتماع الثالث رفيع المستوى للأمم المتحدة لتأكيد التزام دول العالم بالمستوى الرفيع للتمثيل بالوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية تأكيدا للالتزام الذي قطعته الدول على نفسها عند توقيعها على الإعلان السياسي رفيع المستوى الذي صدر في سبتمبر 2011 من الأمم المتحدة بالوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها، وفي مقدمتها التدخين والسمنة وزيادة الوزن والتغذية غير الصحية والخمول البدني، وهي المسؤولة عن أمراض القلب والسكر والسرطان والمراض التنفسية المزمنة.
ولعل اجتماع هاتين المناسبتين في مدى زمني خلال يومين يتيح الفرصة لإجراء تقييم علمي وموضوعي لما يتم التخطيط له وإنجازه للوقاية والتصدي لأمراض القلب بالوقاية والتصدي لعوامل الخطورة وكيفية التعامل مع هذا التحدي الذي يواجه خطة التنمية وكيفية تنسيق الجهود وتوزيع الأدوار بين الجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني لتنفيذ الالتزام أمام المجتمع الدولي بالوقاية والتصدي لأمراض القلب من خلال خطة عمل واستراتيجيات وطنية محددة الأهداف والغايات ومتعددة القطاعات، ويدرك كل طرف من الشركاء جسامة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لمجابهة هذا التحدي.
وقد عقد الاجتماع الثالث رفيع المستوى للأمم المتحدة في نيويورك يوم 27 سبتمبر المنصرم وعلينا أن نرتب خططنا بما يتوافق مع ما صدر عن ذلك ونوزع الأدوار للمرحلة القادمة لأن الوفاء بالتعهد أمام المجتمع الدولي يتطلب جهود جميع الأطراف والشركاء لتحمل مسؤولياتهم وعدم ترك المسؤولية بأكملها على عاتق وزارة الصحة لأن الصحة مسؤولية الجميع.