الريتويت أو إعادة التغريد، سلوك يومي متكرر لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وقد تعاد التغريدة الواحدة مئات أو آلاف المرات دون أن يقرأها بتمعن من أعاد تغريدها وعندما تنطلق التغريدات في آفاق الفضاء الافتراضي يصعب إلغاؤها بل يستحيل تتبع مسارها.
ومن هنا أجمع المتخصصون على أن وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت أسلحة جديدة للدمار الشامل ولكن بأسلوب ناعم وشديد التأثير لأن ما تحمله التغريدة الواحدة من أخبار غير صحيحة أو إشاعات وأفلام وصور مفبركة يكفي لتدمير أسر ومجتمعات ودول والأمثلة على ذلك لا حصر لها وتؤثر تأثيرات مدمرة على قيم وأخلاق وتماسك المجتمعات والأسر.
ويقول أحد المتخصصين في مجالات الحروب النفسية والإشاعات إن إطلاق الإشاعات في أي مجتمع يدمره من الداخل، وخصوصا إن كانت الإشاعة حول موضوع هام وغامض، بل إنه يقول ان هناك قانون الإشاعات مثل قوانين الرياضيات يمكن من خلاله حل مسائل تتعلق بالإشاعات مثل حل المعادلات الرياضية تماما، ولكن لا أعرف إن كان لدينا في أي جهة بالدولة من يقومون برصد الإشاعات ودراستها وتحليلها ثم مواجهة تأثيراتها بالحجة والمنطق والشفافية الكاملة.
إن الباحثين والمتخصصين من جامعة الكويت ومن مراكز البحوث عليهم مسؤوليات وطنية لرصد الإشاعات وتحليلها وإبطال مفعولها وتأثيراتها والحد من انتشارها وقبل أن تدمر الأخضر واليابس، حيث إن البعض ولأغراض لا تخفى على أحد يقضون أوقاتهم في بث الشائعات وترويجها وتسليطها على موضوعات هامة فتكون لها قوة تدميرية غير محدودة ولنتذكر دائما ما قاله الله تعالى في سورة الحجرات: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، والفاسق قد يأتي عن طريق تغريدة أو عن أي طريق آخر.
وهذه دعوة للتوعية بخطورة الإشاعات كأحد أسلحة الحرب النفسية التي تعصف بالأوطان ويجب أن تعد العدة لمجابهتها بشجاعة وبالأساليب العلمية وأولها التوقف عن الريتويت للتغريدة والتحقق من صحتها لأن الحروب النفسية باستخدام الإشاعات تكون أشد تدميرا من الحروب التقليدية أو البيولوجية أو الكيماوية وقد تحدث خسائر أشد مما يحدثه القصف بالصواريخ الباليستية.
وكذلك فإن هناك برامج من خلال الانترنت تقوم بعمل تطبيقات بأرقام محلية ودولية مجهولة حتى لا تتم معرفة الشخص المرسل وهذه الرسائل التي يبثها البرنامج تسبب زعزعة الأمن وتفكك المجتمع ولا بد من الوعي التام بها وتجاهلها وعدم إعادة بثها في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يقع من أعاد إرسالها في الفخ ويحاسب على ذلك.