الوقاية من أمراض القلب تبدأ من المدارس.. وبعيدا عن أزمة التكييف وعدم الاستعداد للعام الدراسي الجديد على الوجه المطلوب فإن على المدارس دورا مهما لوقاية الأجيال الجديدة الواعدة من أمراض القلب والتي أصبحت أكبر التحديات التي تواجه التنمية على مستوى العالم، فمن غير المقبول ألا يكون بالبرامج والأنشطة المدرسية ما يتعلق بالوقاية من أمراض القلب عن طريق التصدي لعوامل الخطورة وفي مقدمتها التدخين والتغذية غير الصحية والخمول البدني.
وأرجو من وزارة الصحة أن تقوم بالتعاون مع وزارة التربية بمراجعة شاملة للمناهج والأنشطة المدرسية لتقييم مدى توافقها مع خطط واستراتيجيات الوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة ولتكن المراجعة بأسلوب علمي وبما في ذلك ما تقدمه المقاصف المدرسية للطلبة حيث إن أبناءنا وبناتنا يحتاجون إلى الفواكه والخضراوات الطازجة وإلى التعود على تخفيف الملح في الطعام والابتعاد عن الأغذية ذات المحتوى العالي من السكريات والدهون.
ولا بد من توعيتهم بمخاطر الدهون المتحولة المنتجة صناعيا والتي أصدر مدير عام منظمة الصحة العالمية منذ عدة أسابيع نداء عالميا يدعو فيه إلى التخلص منها لخطورتها على القلب.
ونتطلع إلى أن يكون النشاط البدني في المدارس متوافقا مع استراتيجيات مزاولته والصادرة من منظمة الصحة العالمية وأن الوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية تبدأ من البيئة المدرسية بعناصرها ومكوناتها المختلفة ونحتاج إلى الإدارة والإرادة القوية والتعاون بين وزارتي الصحة والتربية على أعلى مستويات الذين أقسموا على رعاية مصالح الشعب، وأتمنى أن يعلن قريبا عن إطلاق مبادرة بإحدى المدارس يكون في مقدمتها وزيرا الصحة والتربية بملابس الرياضة مع التلاميذ وتحت عدسات الإعلام ويمارسان النشاط البدني معهم.
وأتذكر في هذا المجال مبادرة ميشال أوباما زوجة الرئيس الأميركي السابق التي كانت تزور المدارس وتمارس النشاط البدني لإلقاء الضور على ظاهرة السمنة وزيادة الوزن وتشجيع المدارس على القيام بدورها ومسؤولياتها للتوعية بالسلوكيات الصحية والتحذير من مخاطر السمنة وزيادة الوزن.
إن أبناءنا وبناتنا هم الجيل الواعد الذي سيبني بساعده كويت المستقبل فلنحافظ على قلوبهم من الأمراض لبناء جيل صحي سليم قادر على العطاء الدائم.