كم هو مؤسف ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي من أخطاء لغوية كارثية ومن أشخاص كنا نعتقد بأنهم من المتمكنين لغويا ولكن لا يمكن قبول الأعذار في أي أخطاء بلغتنا العربية لغة القرآن الكريم.
وكان لا بد من إعادة الاعتبار للغة العربية من خلال مبادرات غير تقليدية وغير حكومية لتعيد للفاعل مكانته وللمفعول به موضعه، كما تعيد النقاط على الحروف بداية من التاء والتي لا يعرف البعض إن كانت تاء مربوطة أو تاء مفتوحة.
ووسط هذا الواقع المؤلم والمهين للغة العربية فقد ظهرت مبادرة طيبة تحمل عنوان «الموسوعة الإملائية للصغار» أطلقها الأستاذ حمزة الخياط وتكفل برعايتها وطباعتها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
وقد شهدت لحظة ميلاد المولود الفصيح وكان ميلاده بالخالدية وبالتحديد في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وكانت لحظة الميلاد مع رذاذ مطر الخير والبركة وبالتزامن مع صلاة الاستسقاء في مساجد الكويت بمبادرة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وكان طابور النساء مزدحما بالمقارنة مع طابور الرجال غير المكتظ بالرواد والذي يبين أن النساء أكثر شغفا بالمواليد وأكثر حرصا على اللغة العربية وضبط إيقاعها بحكم مسؤولياتهن التدريسية لفلذات أكبادهن.
وكم كان المولود جميلا في إخراجه وتبويبه وسهولة الحصول على المعلومات الأساسية منه إذ روعي في إعداده أنه يخاطب الأطفال فيضفي عليهم أجواء من البهجة والتسلية والمتعة الذهنية.
وبهذه المناسبة أوجه الشكر والتهنئة للأستاذ حمزة الخياط على هذه المبادرة الطيبة، كما أحيي كل من قدم الدعم والرعاية لإصدار هذه الموسوعة وفي مقدمتهم سمو رئيس مجلس الوزراء.
وأرجو أن يتدارك المسؤولون بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي تأخرهم عن تبني هذه المبادرة وتقديم الدعم لها بأن تقوم المؤسسة بمنح إحدى جوائزها للأستاذ حمزة الخياط على هذا الجهد المشكور الموجه إلى أبنائنا وبناتنا ليس فقط في الكويت ولكن على مستوى دول مجلس التعاون والدول العربية ويعيد إلى الذاكرة الدور الريادي للكويت في مجال الثقافة على مستوى العالم العربي بأكمله.
وأتمنى أن يتسع نطاق هذه المبادرة لتتاح النسخ الإلكترونية بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لنشر الثقافة للجميع مثل الماء والهواء وهو الشعار الذي أطلقه المغفور له طه حسين عميد الأدب العربي.