منذ أيام نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا مهما عن العلاقة بين تلوث الهواء وصحة وحياة الأطفال، ودعا التقرير إلى مجموعة من الإجراءات والتوصيات لعلاج الأطفال بالهواء النقي وحمايتهم من أضرار التعرض للملوثات المختلفة سواء في مرحلة وجود الجنين داخل رحم أمه أو بعد الولادة في المراحل العمرية المختلفة حيث إن تلوث الهواء يدمر ويسمم حياة الملايين من الأطفال.
وأورد التقرير أمثلة لما قد يصيب الأطفال من أضرار بسبب تعرضهم للتلوث وتضمن معلومات عن مستويات تلوث الهواء بمختلف أنحاء العالم ومن بينها الكويت بناء على الدراسات العلمية التي أجريت فيها.
وقد تمنيت أن يطلع على هذا التقرير المسؤولون والمتخصصون في حماية البيئة وصحة الأطفال للاستفادة منه بوضع استراتيجيات وخطط وطنية لحماية فلذات أكبادنا من مخاطر تلوث البيئة والاستثمار في صحتهم وحياتهم عن طريق حماية البيئة وخفض معدلات التلوث من حولنا وذلك بعد دراسة وتدقيق ما نشر بالتقرير عن أرقام ومعدلات الملوثات بالكويت.
أتمنى أن تنشط الديبلوماسية الإعلامية لمتابعة ما ينشر عن الكويت بمثل تلك التقارير التي تصدرها المنظمات الدولية وتنشر بشفافية كاملة على مواقعها لتكون متاحة للجميع ليس فقط للتصفح والاطلاع بل لاتخاذ الإجراءات من جانب المسؤولين عن الصحة بأبعادها المختلفة بمفهومها الشامل حسب تعريف منظمة الصحة العالمية والذي لا تتوقف حدوده عند علاج الأمراض فقط ولكن تتسع إلى ما هو أكثر من ذلك بالوقاية ودمج الصحة في جميع السياسات وعدم ترك الصحة لوزارات الصحة فقط لأن الصحة أشمل من قدرات وزارة الصحة ومن إمكانياتها منفردة.
إن تلوث الهواء قد يؤدي إلى وفاة الأجنة والولادة المبتسرة وأمراض كثيرة تمتد حتى البلوغ كالإصابة بالأمراض المزمنة والسرطان، ومعالجة هذه المشكلة تساعد في بلوغ الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حيث إن معدل وفيات الأطفال سينخفض بالإضافة إلى تحسين صحة الأم ومن ثم يمكن الحفاظ على أجيال أصحاء ليساهموا في بناء الوطن وتقدمه وتطوره، وأرجو من المسؤولين عن صحة البيئة والملوثات ضرورة اتخاذ التدابير الصحية اللازمة السريعة لمواجهة هذا خطر تلوث الهواء للحفاظ على صحة أطفالنا.