قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم أنها إحدى مدارس التعليم الخاص أو أنها مدرسة مثل المدرسة المباركية ولكن في الواقع أن المدرسة الجوبلزية منسوبة إلى جوبلز واسمه الكامل حسب موقع ويكيبيديا هو باول يوزف جوبلز وقد كان وزير الدعاية والإعلام النازي وأقرب المساعدين من أدولف هتلر زعيم النازية وله نهاية مأساوية بعد هزيمة هتلر وألمانيا في الحرب العالمية الثانية وقد ارتكزت مدرسة جوبلز على الكذب الممنهج والمبرمج والصخب الإعلامي بأسلوب اكذب اكذب حتى يصدق الناس وتصدق نفسك ومن أقواله المشهورة «كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي».
وعندما أقرأ بعض التصريحات الإعلامية أو اللقاءات في وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون من بعض المسؤولين أشعر أنهم خريجون متفوقون من مدرسة جوبلز أو قد يكونون فاقوا جوبلز وصدقوا أنفسهم ونسوا أن ذاكرة القارئ أقوى من أي محاولات العبث أو الاستخفاف بها.
وهناك العديد من الأمثلة عن وزراء أطلقوا وعودا أو سمحوا لقيادات وزاراتهم لإطلاق وعود عن تحديد مواعيد لافتتاحات وتشغيل مشروعات ولكن للأسف يتضح أنها وعود جوبلزية، بل من المضحك أن طريقة جوبلز تستخدم للإجابة على بعض الأسئلة البرلمانية الموجهة لبعض الوزراء وتنشر الإجابة في الصحف وكأنها إنجاز الوزير بينما تحمل في طياتها إدانته بسبب انتمائها لمدرسة جوبلز.
والنصيحة الصادقة إلى أي مسؤول هي أن يتذكر أن نهاية جوبلز ونهاية مدرسته كانت متزامنة مع نهاية ألمانيا النازية فلا مجال الآن لخريجي المدرسة الجوبلزية أن يستمروا في هذا الطريق ويجب تجنبهم وإبعادهم عن المشهد العام فلم تعد هذه الأفكار مقبولة بأي حال من الأحوال إذ أنه من حق المواطن أن يعرف مواعيد التشغيل الفعلي للمشروعات العملاقة والتي من المخجل أن تفتتح رسميا ولم يتم تشغيلها حتى الآن لأن الوعود كانت على الطريقة الجوبلزية.
وأتمنى من كل مسؤول ألا يفتتح أي مشروع بدون نية التشغيل الفعلي لأن ذلك لا يعتبر إنجازا حقيقيا له ولكنه يعد إنجازا على الطريقة الجوبلزية التي لا يقبلها أي مواطن كان ينتظر هذه المشروعات المهمة لتحقيق كويت المستقبل والطموح الذي نسعى إليه جميعا.