يعرف الإتيكيت بأنه مجموعة من السلوكيات والآداب والنظم والقواعد التي تساهم بصورة مباشرة في خلق حالة من النظام المقبول للعديد من التصرفات والسلوكيات البشرية بما في ذلك السلوكيات الاجتماعية والمهنية والتي لا يتم محاسبة الأفراد غير الملتزمين بها قانونيا ولكن قد يتم رفضهم اجتماعيا. والإتيكيت بمنزلة الدليل الذي يقدم القواعد التي يجب الالتزام بها خلال التعامل مع الآخرين مما يساعد على الارتقاء بالحياة نحو الأفضل وتكوين صورة إيجابية للإنسان لديهم. ويختلف مفهوم الإتيكيت عن مفهوم الأخلاق بالرغم من تقارب المعنى بينهما، فإن مفهوم الأخلاق هو جملة من الآداب التي تدل على الطابع الداخلي للأشخاص، بينما يتعامل الإتيكيت مع السلوكيات الخارجية.
وتشمل فنون الإتيكيت آداب التحية حيث إن طريقة إلقاء السلام والتحية تحدد الانطباع الأول للأشخاص فالمصافحة القوية تدل على الثقة بالنفس والثبات، بينما المصافحة المرتخية والمهزوزة خاصة في مقابلات العمل تدل على اللامبالاة وأن الشخص غير مؤهل للقبول في الوظيفة علما بأن المهارات الاجتماعية الخاصة بالتواصل بين الناس تشمل الابتسامة والمصافحة القوية والتواصل البصري الفعال. وهناك العديد من الأساسيات التي تندرج ضمن إتيكيت الطعام أو المائدة منها ضرورة عدم التأخر عن الموعد المحدد عند دعوة الشخص للغداء أو العشاء وعدم تناول الطعام قبل الآخرين والجلوس بشكل مستقيم وعدم الميلان وتجنب خفض الرأس للمائدة، بالإضافة إلى ضرورة تنسيق مائدة الطعام بالشكل المناسب.
وفن الحديث مهم جدا فيجب على المتحدث أن يبتسم ويقدم كل الاحترام للجميع عند الحديث معهم سواء كان خادما أو بوابا أو كبير السن وضرورة عدم التصنع في الحديث وأن يكون على طبيعته وبساطته ومن الأفضل ذكر اسم الشخص المستمع أثناء الحديث لأن ذلك يشعره بالارتياح. ولا بد أن تكون نبرة الصوت ومخارج الحروف واضحة ولا يجب رفع الصوت والصراخ لأنه يؤدي إلى عدم القبول من الطرف الآخر والابتعاد عن الكلام المنخفض كالهمس حتى لا يضطر الشخص المستمع الى طلب إعادة الكلام، ولا داعي لكثرة النصائح مع ضرورة عدم تقديم النصيحة أو الانتقاد بوجود آخرين. ولا بد من الابتعاد عن مواضيع الجدل لأنه من الممكن أن تحدث خلافات بين المتحدثين ويفضل الحديث في المواضيع الاجتماعية التي تشغل تفكير الجميع. وقد أوجد الإسلام الإتيكيت في خلق وسلوك المسلمين ويزخر القرآن والسنة بالأدلة والبراهين على أصالة الإتيكيت فيه ونماذج سلوكيات محمد صلى الله عليه وسلم هي أكبر دليل على ذلك فمن يريد تعلم الإتيكيت فلا بد له من مراجعة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بتفاصيلها الجميلة.