عندما نزور مريضا في مستشفى العظام أو نذهب لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد الشباب فإن حوادث المرور والإصابات والإعاقات الناتجة عنها تفرض نفسها بقوة في هذه المناسبات، وهذه ليست مشكلة وطنية بالكويت فقط ولكنها مشكلة عالمية، لذلك أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا حديثا عن السلامة على الطرق وتحليل الأوضاع في دول العالم ومن بينها الكويت بالطبع وتضمن هذا التقرير صفحة كاملة عن الكويت (الصفحة 175) وقد ذهلت بسبب عدم الاهتمام بالتدقيق بالبيانات من جانب الجهات المختصة وعلى أعلى المستويات قبل إبلاغها للمنظمات الدولية ونشرها بمواقعها.
وقد أشرت إلى هذا الموضوع بأكثر من مقالة سابقا ولن أتوقف عن الكتابة حول هذا الموضوع حرصا على صورة وطني بتقارير المنظمات الدولية إذ إن ما يدعو للأسف أن بيانات الكويت في التقرير توحي بأنه لا توجد لدينا استراتيجية للسلامة على الطرق.
وإن كان هذا الكلام صحيحا بالرغم من أنني أشك في ذلك فأين الوزارات والجهات المسؤولة في الدولة إن كان لديها أي استراتيجية بينما ضابط الاتصال الوطني لا يعرف عنها شيء قبل إبلاغ المنظمات الدولية بها، إذ لابد من اختيار الأشخاص المناسبين لكتابة التقارير الوطنية وإبلاغها للمنظمات الدولية.
وأرجو ألا يمر هذا التقرير دون متابعة ومحاسبة إن تطلب الأمر ذلك لأن سمعة الوطن لا يمكن التهاون بها أمام المنظمات الدولية والعالم الخارجي والذي لن يعرفنا إلا من خلال تلك التقارير ومن غير المقبول ألا يوجد لدينا استراتيجية وطنية للسلامة على الطرق والوقاية من الوفيات والإعاقة والإصابات الناتجة عن حوادث المرور وكأننا في دولة محدودة الموارد والإمكانيات.
ويحدوني الأمل في أن أجد ردا مقنعا لتفسير البيانات المتعلقة بالكويت لنحافظ على مكانة وسمعة وطننا في المحافل الدولية.