قالها أجدادنا سابقا ومازالت سارية حتى الآن وليس معنى هذا مهاجمة الوافدين لأن كلا منا هو في الواقع يعتبر وافدا إذا كان في دولة غير دولته التي ينتمي إليها.
ومن ثم فإن المثل القائل «يا غريب كن أديب» لا يتضمن أي تلميحات للعنصرية ولكنه دعوة عامة للالتزام بقيم وثقافة وقوانين المجتمع الذي وفد إليه من موطنه.
ولكن للأسف الشديد فإن بعض الوافدين يتمادون في بعض التصرفات الاستفزازية وخصوصا في أماكن العمل، ويوجد العديد من الأمثلة على تلك التصرفات سواء من خلال نشر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحض على الكراهية أو انتحال صفات غير حقيقية وبالتحديد صفة مستشار والتي يحلو للكثير من الوافدين من إحدى الجنسيات الشقيقة أن يطلقوها على أنفسهم بالرغم من يقينهم بأنهم لا يحملون لقب مستشار وغير مؤهلين لهذا اللقب، لأنه من المعروف أن كلمة مستشار ترتبط بالعاملين بسلك القضاء والنيابة ومن ذوي الخبرات الطويلة والتي لا تتوافر لدى من يستخدمون هذا المسمى على غير الحقيقة فتكون النتيجة ردود أفعال طبيعية ومتوقعة وحادة جدا ممن يحرصون على عدم التجاوزات في المسميات داخل الوزارات حتى لا تختلط الأمور، ويعاني الجهاز الإداري من الفوضى إذا ما أطلقنا لقب مستشار على من لا يستحقه وعلى كل من هب ودب.
وأعتقد أن ديوان الخدمة المدنية لديه نظام للرقابة على المسميات الوظيفية للعاملين في جميع وزارات الدولة ومن ثم فإنه يتحمل المسؤولية كاملة لوقف العبث بالمسميات الوظيفية ومن بينها مسمى مستشار إلا أن ذلك لا يعفي القيادات المسؤولة في كل وزارة عن القيام بمسؤولياتها لكبح جماح المتسلقين إلى درجة مستشار دون وجه حق والعقاب ضروري على أي تجاوزات لردع كل من تسول له نفسه بالتجاوز على الدولة بما في ذلك الخروج على مواقع التواصل الاجتماعي وإحداث الفتن وإحراج المسؤولين.
وأكرر مرة أخرى «يا غريب كن أديب» ومن أمن العقاب أساء الأدب مع احترامي الكامل لكل وافد يحترم القوانين ولا يتجاوز حدوده.