الصـدق هــو التلفـظ بالحقائق دون تغييرها، وهو عكس الكذب، ويعتبر الصدق سيف الله في أرضه لأنه ينتصر دائما على الباطل، وقد أمرنا الله عز وجل بالالتزام بالصدق في القول والعمل. ويظهر الإنسان الصادق بمظهر القوي والمطمئن والواثق بنفسه على عكس الإنسان الكذاب الذي يكون خائفا دائما أن ينكشف كذبه من الآخرين وبالتالي يبتعدون عنه لعدم ثقتهم فيه.
والأمانة تكمل الصدق لأن الإنسان الأمين يحرص على الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى ويحتفظ بأسرار الآخرين وعدم إفشائها بالإضافة إلى اتباع تعاليم الدين الإسلامي جميعها سواء كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بحفظ أمانات الآخرين أو بمساعدة المحتاجين أو بتربية الأبناء التربية الصالحة.
وللأمانة أنواع كثيرة منها أمانة الكلمة وأمانة المال وأمانة النفس وأخبرنا الله تعالى عن مدى ثقل الأمانة على النفس في كتابه الكريم عندما قال: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).
فأمانة الكلمة تتمثل بالصدق وقول الحق وأمانة المال تتمثل بإعطاء الأجير أجره دون نقصان وأمانة النفس تكون بالثقة بالآخرين دون أي مقابل نظرا لمعرفة أمانتهم وصدقهم.
والأمانة هي الطريق لإصلاح الأمة ورفع المحن عنها وزيادة الخير فيها، فالتاجر يبيع بضاعته دون غش، والموظف يؤدي عمله دون تعطيل لمصالح المواطنين والوزير يرعى بلاده ويحافظ عليها دون استغلال لمنصبه، والمواطن الأمين يحافظ على الممتلكات العامة ولا يخربها، والزوجة الأمينة تراعي الله في تربية أبنائها وحقوق زوجها، والابن الأمين يقوم بأداء واجباته وعدم الغش في الامتحانات، وهكذا تكون الأمانة في جميع ما نقوله وما نعمله، والجميع يعمل بذلك من أجل مصلحة الوطن والبقاء عليه وإرضاء الله سبحانه وتعالى وهو أسمى الأماني وأهم هدف في الحياة لننعم بحياة سعيدة خالية من أي شوائب أو أحزان.