الإذاعة هي أكثر الوسائل الاعلامية وصولا لجميع فئات المجتمع في جميع أنحاء العالم لقوتها ورخص أسعارها وقد كانت لبداياتي مع الإذاعة المدرسية الدور التنموي الكبير فقد تعلمت الكثير من المهارات التي استخدمتها آنذاك وقمت بتطويرها مع مرور الزمن ولا أنسى مشرفة الإذاعة الأستاذة ناهد التي كانت تعلمني كيف أحصل على أحدث الأخبار وأهمها لإذاعتها في المدرسة، حيث لم تكن وسائل التواصل الحديثة متوافرة ولم يكن الإنترنت متوافرا كما هو الحال الآن وكان الحصول على الأخبار الحديثة صعباً جدا.
وقد استفدت الكثير من الإذاعة المدرسية فاختيار الكلمات والعبارات المناسبة والمؤثرة وطريقة الإلقاء من أهم العوامل لنجاح أي خبر تتم إذاعته بالإضافة إلى ضرورة القراءة والاطلاع باستمرار للتعرف على كل ما هو جديد لتقديمه لجمهور المدرسة وفي الحفلات والمناسبات الخاصة بها.
ولله الحمد ونظرا لتميزي بالإذاعة المدرسية فقد تم اختياري في المرحلة الثانوية لدور البطولة لتقديم تمثيلية في إذاعة الكويت ولإجراء بعض المقابلات مع الشخصيات المعروفة، كالمستشار الخاص للمغفور له المرحوم الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وبعض الشخصيات الكويتية القديمة المعروفة في الكويت.
وبعد ظهور وسائل وتقنيات الإعلام الحديث فلم تتزعزع الثقة بالإذاعة ولم تقلل من دورها التنموي ولا زالت تصل إلى جميع أفراد المجتمع وبسهولة ويسر وخاصة في السيارة فالراديو له أهمية للمحافظة على اليقظة أثناء القيادة وتتبع الأخبار وسماع ما تيسر من القرآن الكريم وكذلك يمكن الاستماع للإذاعة في المكتب أو في المنزل أو على الهاتف المحمول.
وقد استطاعت الإذاعة منذ البث الأول قبل ما يزيد على مائة عام أن تكون مصدر معلومات قويا لتعبئة التغيير الاجتماعي وامتازت بالتنوع إذ إنها ترضي جميع الأذواق.
وعلى الرغم من أن الإذاعة تواجه تحديات كثيرة في الوقت الحاضر مع انتشار وسائل الإعلام الأخرى مثل الفضائيات ومواقع الإنترنت إلا أنها تظل بالنسبة للكثيرين الصديق الوفي الذي يشتاقون لسماعه ويكون لهم وسيلة مريحة لتلقي الأخبار.
وقد خصصت منظمة الأمم المتحدة يوم 13 فبراير من كل عام ليكون يوما دوليا إذاعيا وبمناسبة هذا اليوم يجب علينا أن نحيي كل من يعملون بالإذاعة وبصفة خاصة الجنود المجهولون كالمهندسين والفنيين وفرق الدعم الفني والإداري ونقدم لهم التبريكات في يومهم هذا عرفانا بهم وبما قدموه للمجتمع وللدولة وللإنسانية.