التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه إلى شخص أو مجموعة تكون أضعف وإجبارهم عن طريق الخوف أو التهديد.
ويوصف التنمر على أنه نوع من المضايقات التي يرتكبها المسيء والذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية وهي هدفه.
وقد عرف الباحث النرويجي دان أولويس التنمر على أنه تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت إلى الأفعال السلبية من جانب واحد أو أكثر من الأشخاص الآخرين وعرف العمل السلبي على أنه عندما يتعمد شخص إصابة أو إزعاج راحة شخص آخر سواء من خلال الاتصال الجسدي أو من خلال الكلمات أو بطرق أخرى.
ويمكن أن يحدث التنمر في أي مكان تتفاعل فيه الناس مع بعضها البعض ويشمل ذلك المدارس وأماكن العمل ويمكن أن يكون عن طريق إساءات لفظية أو مكتوبة أو تنابز بالألقاب أو الاستبعاد من النشاطات أو من المناسبات الاجتماعية أو الإساءة الجسدية.
وهناك بعض المسؤولين في بعض المؤسسات الذين يمارسون التنمر بالتهديد بالتقييم السنوي للعاملين في المؤسسة أو باستبعادهم من بعض اللجان الخاصة بالعمل والتي هي من صميم تخصصاتهم أو بالتهديد بإجراء التحقيقات دون وجه حق ضدهم.
وإن التنمر يؤدي إلى أضرار خطيرة على الضحايا، إذ أن بعض الضحايا قد يصاب بالقلق والاكتئاب والتوتر وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعادة ما تكون شخصية المتنمر استبدادية بالإضافة إلى الحاجة القوية للسيطرة والهيمنة بسبب العقد النفسية الموجودة لديه وكذلك معاناته من الشعور بالنقص في تقدير الذات، إذ ان بعض الدراسات أثبتت أن المتنمرين عادة ما يكونون متكبرين أو نرجسيين.
وحدد الباحثون بعض العوامل الأخرى مثل اضطراب الشخصية وسرعة الغضب واستخدام القوة من المتنمرين وسوء فهم أفعال الآخرين على أنها معادية لهم.
ولا بد من علاج التنمر والدعم سواء للمتنمر أو لضحاياه وذلك باستراتيجيات شاملة في المجتمع بمشاركة الأسرة ودعم الضحايا فيها والتعليم والتدريب المستمر لوقف التنمر في المجتمع وبناء مجتمع داعم بواسطة استشاريين وإداريين لتطوير استراتيجية علاج التنمر والمشاركة في الأنشطة التي تحسن من ثقة الفرد واحترامه لذاته.