يحل علينا بعد أيام أفضل شهور السنة ونتذكر كل من كان معنا في الأعوام الماضية وفقدناهم في هذا العام ولا نملك إلا الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة ولا نعلم إن كنا سنصوم الشهر كاملا أم أننا سنكون مع من فقدناهم سابقا، ولذلك يجب أن نعد العدة ونجهز نفوسنا للصيام والعبادة وتطهير النفس من الذنوب. فلنتسامح ونتفاءل بالخير دائما وننقِ قلوبنا من الحقد والحسد والتباغض ولنعفُ عن كل من أخطأ وندعُ له بالهداية من الله عز وجل، ولنعود النفس على الإخلاص في الأعمال والبعد عن الرياء والمفاخرة.
ولا يمكن بلوغ ذلك إلا بالتوبة الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) «سورة التحريم- 8»، حيث إن شهر رمضان هو البداية لكل إنسان ليمضي في طريق الطاعات والعبادات.
ولا بد من صدق النية لطاعة الله والقيام بالعبادات على أكمل وجه فالنية الصادقة والصالحة هي التي تعين الإنسان وتجعله موفقا في طريقه.
ولا نغفل الدعاء والابتهال إلى الله تعالى بأن يعيننا على العبادات والطاعات وأن نتجنب الوقوع في المعاصي والكبائر.
ومن بعض العبادات التي تقرب الإنسان من الله عز وجل أن يتصدق بما يستطيع سواء كان من المال أو الطعام أو الملبس وقد كان السلف الصالح يكثرون من إطعام الطعام سواء كان للفقير أو الجائع حتى إنه قال بعض السلف «لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل».
ولا بد من الحرص على تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه، إذ ان شهر رمضان هو شهر القرآن حيث نزل فيه.
ولا نضيع أيام شهر الصوم الشهر المبارك فيما لا ينفع حتى لا نندم على ذلك بعد انقضائه فهو يأتي مرة كل عام.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة: «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».