الفرق بين الموظف العادي والقيادي أو المدير هو الرؤية الواضحة المعالم التي يضعها القيادي أو المدير عند تكليفه أو اختياره لهذا المنصب القيادي، ولا بد أن يضع خططا وبرامج زمنية للعمل على تحقيقها أثناء تواجده في منصبه، حيث تم اختياره لهذا المنصب ليس من باب المجاملة ولكن بسبب تقديمه الرؤية الواضحة التي يسعى الى تحقيقها في منصبه وكانت مبررا لحصوله على المنصب، حيث إن القطاع أو الإدارة التي تكون من دون رؤية واضحة سيسود فيها التخبط الإداري والفوضى وعدم الإنجاز.
وتشتمل الرؤية على التصورات والتوجهات والطموحات والآمال وتعتبر أساس أي تطور تسعى الحكومة الى تحقيقه من خلال تعاون القياديين فيها والتزام كل منهم بعمله، إذ لا بد أن تكون الرؤية واضحة وبسيطة وموجزة.
وبينما تتحدث الأمم المتحدة عن الحكومات الشفافة والمفتوحة في سياق متابعة تنفيذ الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، لم تنشر وسائل الإعلام الرؤى التي وضعها المسؤولون في الوظائف القيادية حتى الآن، وما زالت هناك الفرصة لأن يطلب مجلس الوزراء من جميع الوزراء ضرورة تكليف القياديين في كل وزارة بوضع رؤيتهم وأن يكونوا على استعداد تام لمناقشتها مع المتخصصين وذوي الصلة وعرضها في جميع وسائل الإعلام حتى تتضح الجدية في العمل والرغبة في خدمة الوطن ونهوضه وتطويره المستمر من خلال القطاعات أو الإدارات التابعة لوزاراتهم حتى لا يهيم الأداء الحكومي على وجهه من دون رؤية واضحة وأهداف محددة كالسفينة التي تسير من دون ربان.
ويمكن لكل قيادي كي يحدد رؤية قطاعه أو إدارته أن يستعين برؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، والتي تحدث عنها في أكثر من مناسبة وعن الطموحات التي يجب أن يصل إليها وطننا الغالي الكويت، فمن غير المقبول غياب الرؤية والأهداف عن أي وزارة من وزارات الدولة، ولكي نحقق كويت المستقبل التي نسعى إليها جميعا يجب الإسراع في تحديد الرؤية الواضحة والأهداف المحددة التي يسعى إليها كل قيادي في وزارته وبتفصيل تام وشفافية كاملة.