كانت مدارسنا سابقا تختلف عما هي عليه الآن، فقد اكتسبنا من خلالها مهارات حياتية كثيرة بالإضافة إلى المناهج التعليمية، وهذا يؤكد أن الاستثمار في التعليم هو أفضل استثمار للوطن، لذلك يجب أن تنطلق من المدارس مبادرات إبداعية يشارك بها طلبة المدارس تحت إشراف جيد وتنطلق للمجتمع المحيط بالمدرسة وإلى كل أسرة عن طريق أبنائهم الطلبة.
ان التقارير عن أحوال البيئة بالكويت سواء من حيث تلوث الهواء أو المخالفات البيئية في الأماكن المختلفة تدعو إلى أهمية زيادة الوعي المجتمعي وإطلاق مبادرات تصون البيئة وتحافظ عليها بعد تحديد التحديات، وعلى الجهات المعنية سواء في وزارة التربية أو في هيئة البيئة أو مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام مسؤوليات كبيرة لوضع وتنفيذ وتشجيع المبادرات التي تطلقها المدارس بعقول وابتكارات أبنائنا وبناتنا المبدعين من خلال تحويل المدارس إلى مدارس خضراء ليس من خلال صبغ الجدران باللون الأخضر ولكن من خلال التوعية بالمحافظة على البيئة والتحديات المتعلقة بذلك والسلوكيات الصديقة للبيئة والاستفادة من المبادرات العالمية لتطبيق المبادرات التنموية انطلاقا من المدارس، وهناك العديد من دول العالم سبقتنا في تطبيق مبادرات بالمدارس مثل المدارس الآمنة والمدارس الخضراء، ونحن لسنا أقل من دول العالم التي قد لا يكون لديها ما هو متوافر لدينا من إمكانات.
إنني أدعو وكيل وزارة التربية د.سعود الحربي الذي عرفنا حماسه للنشاط المدرسي من خلال عضويته بعدة لجان مشتركة مع الصحة منذ أن كان مدير إدارة بأن يكلف من الآن من يثق بهم بوزارة التربية ليتحملوا مسؤولية تحويل مدارسنا إلى مدارس خضراء بالمضمون والفكر والنشاط المدرسي وليس بالصبغ الأخضر فقط ويمكن الاستفادة من خبرات المنظمات الدولية مثل اليونسكو للمساعدة في التخطيط وإعداد الكوادر والتدريب على تطبيق معايير المدارس الخضراء والتي بلا شك سيكون لها المردود الإيجابي المستدام على أبنائنا وبناتنا ومنهم إلى أسرهم والمجتمع في وقت يشهد العالم من حولنا صرخات استغاثة من المنظمات الدولية بشأن المشكلات البيئية العالمية وفي مقدمتها تغير المناخ وتداعياته الكارثية على البيئة والصحة والاقتصاد والإنتاج.
ومن حق أبنائنا وبناتنا أن نحيطهم بالمعارف والمهارات وأن نشجعهم على استخدام الحق في المعرفة من أجل تعزيز الحق في التنمية، وأرجو أن تكون العطلة الصيفية للمدارس فرصة للتأمل والتخطيط العلمي الجيد للتحضير لمدارس خضراء على مستوى جميع المناطق التعليمية مع التشجيع بمسابقات وتكريم للمدارس المتميزة من أصحاب المعالي المحافظين في جميع المحافظات بالكويت. إن الهواجس والتحديات المتعلقة بالبيئة في الكويت تحتاج إلى جهود جبارة للتوعية من خلال تحمل جميع الجهات لمسؤولياتها والتصدي لمصادر الملوثات الضارة التي تفوق أضعاف المعدلات العالمية وتهدد الأجيال القادمة، فلنعمل معا لتحقيق المدارس الخضراء في بلادنا لتحقيق كويت المستقبل وكل ما نسعى إليه من تنمية مستدامة.