أعلنت منظمة الأمم المتحدة منذ صدور التقرير العالمي لعام 2019 عن الابتكار العالمي الذي يستعرض ما قامت به الدول المختلفة لتشجيع البحث العلمي والابتكار وتحقيق الإنجازات الرائدة، إذ يستخدم التقرير مؤشرا يتضمن العديد من المؤشرات الفرعية التي تغطي جوانب الابداع المختلفة.
واستعرض التقرير مكانة كل دولة من دول العالم من حيث الإنجازات في الابتكار من أجل خير البشرية، واختار التقرير لعام 2019 موضوع الابتكارات والإنجازات ذات الصلة بالرعاية الصحية وكيفية استفادة الخدمات الصحية من الابتكارات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وعندما نتجول بين دفتي التقرير نجد الإشادة بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة وفقا لما جاء بالتقرير وكذلك الهند، ونحن نفرح للأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما نفرح للأصدقاء في الهند، ولكن من حق كل مواطن ومواطنة ان يتساءل عن مكانتنا في هذا التقرير العالمي، وما الجهة التي تتابع مثل تلك التقارير العالمية المهمة التي تصدر ليستفيد منها المتخصصون وواضعو الخطط والبرامج والسياسات بالدول المختلفة، وما رأي الوزارات والجهات ذات الصلة بالابتكار والبحوث والإنجازات العلمية، ولماذا لم أجد اسم بلدي وسط هذا التقرير، وهل السبب يرجع إلى نقص إمكانيات أم يرجع إلى ضعف الإرادة أم أن السبب نظم وإجراءات ومناخ طارد للبحث وللابتكار ام ان عدم اهتمامنا بالتواصل مع الجهات العالمية بالشكل المطلوب يؤدي إلى تجاهل إنجازاتنا العلمية عند إعداد تلك التقارير الدولية التي ترسم من خلالها ملامح صورة الدولة أمام المجتمع الدولي؟
لذلك، فإنني أدعو الوزارات والجهات ذات الصلة بالابتكارات والبحوث إلى ان يطلع المتخصصون بها على هذا التقرير المنشور على موقع الأمم المتحدة، وأتمنى من أصحاب المعالي الوزراء ذوي الصلة بالموضوع ان يحاسبوا قيادات وزاراتهم عن غياب الكويت من هذا التقرير العالمي المهم حيث أتمنى أيضا أن يكون منطلقا لمراجعة شاملة لخطط وبرامج البحوث وتشجيع الابداع والمبدعين وسط عالم لا مكان فيه لغير المبتكرين والمبدعين مهما كانت الأسباب والأعذار.