يحكي متحف الكاكاو في باريس قصة الكاكاو منذ القدم وزراعته وأنواعه واستخداماته، بالإضافة إلى تذوق جميع أنواع الكاكاو وتناول مشروب الكاكاو في رحلة قصيرة ممتعة.
وان شجرة الكاكاو هي دائمة الخضرة وتنمو في المناطق شديدة الحرارة والرطوبة وإلى ارتفاع 8-10 أمتار وتبدأ بظهور الثمار منذ عامها السادس وبعضها يعيش 25-50 سنة.
ويعود استخدام الكاكاو قديما من حوالي سنة ألف قبل الميلاد لسكان أميركا الوسطى حيث كان يستخدم للمساعدة على مقاومة الإعياء وكان يطلق عليه اسم شوكولات.
وتوجد أنواع متعددة من حبوب الكاكاو حسب جودتها، فالنوع الأول (Criollo) كريولو فهو أجودها وحبوبه دائرية ويوجد في المكسيك ومدغشقر وفنزويلا والإكوادور وهذا يمثل 5% من إنتاج الكاكاو ويعتبر كاكاو الرفاهية.
والنوع الثاني وهو (Forastero) فوراستيرو وهو أقل جودة وأكثر مرونة من السابق ويمثل 80% من إنتاج الكاكاو في العالم وهو من البرازيل وماليزيا وغرب أفريقيا.
أما النوع الثالث (Trinitario) ترينيتاريو فجودته بين الاثنين السابقين وينمو في كل مكان يتواجد فيه الكاكاو ولكن أصله من (Trinidad) ترينيداد، ولذلك سمي نسبة لأصله.
وكل شجرة كاكاو تنتج 1000 زهرة مرتين بالسنة وزهورها تشبه الأوركيد وغالبا أن 3-4% من الزهور تتحول إلى ثمرة الكاكاو بعد تلقيحها من الذباب الصغير.
وكانت حبوب الكاكاو تستخدم كعملة مالية، وعلى سبيل المثال، فقد كان الأرنب يكلف 10 حبوب من الكاكاو.
ولتحضير الكاكاو يتم طحن الحبوب ثم عجنها وإضافة الماء الساخن لها وبعد ذلك تتم إضافة النكهات المرغوبة ويتم وضعها في قوالب حسب المطلوب.
وكان الكاكاو يستخدم لعلاج العديد من الأمراض مثل الصداع والربو وصعوبة الهضم والإسهال والسكر وآلام العضلات والتهاب المثانة وكذلك تستخدم زبدة الكاكاو في المراهم لعلاج الجروح والحروق والبواسير.
وكان الفرنسيون يستخدمون الأكواب الكبيرة لمشروب الكاكاو بعد إضافة الحليب والماء لتخفيفه، أما الإيطاليون فكانوا يفضلون المشروب ثقيلا ولا يتم تخفيفه ولكن بأكواب صغيرة.
إن العلاقة بين الكاكاو وهرمون السعادة قوية فالكاكاو يجعل الدماغ يطلق المواد الكيميائية المرتبطة بالسعادة، خصوصا الأندروفين وهذا يجعل الشخص يشعر بأنه في مزاج جيد بعد تناول الكاكاو وخاصة الشوكولاتة الداكنة.
لذلك أنصحكم بزيارة متحف الكاكاو في باريس والاستمتاع بتناول الشوكولاتة بأنواعها المختلفة اللذيذة وتناول مشروب الكاكاو الساخن.