كثير من علل وأمراض الجهاز الإداري في أي مؤسسة تكون بصورة تصرفات وسلوكيات سلبية وغير سوية من بعض العاملين بها والتي إن سادت في موقع العمل سيكون جو العمل غير صحي وبذلك تفقد المؤسسة ثقة الناس سواء كانوا من الذين يتعاملون معها من غير الموظفين بها أو من العاملين بها وهذا يؤدي إلى بداية رحلة النهاية لها.
ومن الضروري إلقاء الضوء على هذه التصرفات والسلوكيات حتى نعمل على تنقية بيئة العمل منها من أجل أداء جيد ونتائج ممتازة إذ إنه في مقدمة تلك السلوكيات الشاذة التزلف والنفاق الإداري.
وكلمة الــتزلف تعني التذلل والتـــقرب إلى الشيء بمهانة ومـــذلة للحصول على منفعة خاصة، حيث إن المتزلف يحاول الحصول على هدفه بكل الطرق والسلوكيات سواء كانت الحصول على مكانة متميزة لدى المسؤول أو مزايا وظيفية كالترقيات والمكافآت والمهمات الرسمية التي لا تكون من حقوقه الوظيفية، ويقوم المتزلف بأدوار مهينة ومضحكة ومقززة للحصول على هدفه ومن وجهة نظره أن الغاية تبرر الوسيلة.
وقد تحدث إدوارد إلـسورث جونز والذي كـــان مؤثرا في علم النفس الاجتماعي، وهو معروف باسم والد أو مؤسس التزلف، بإسهـــاب في كتبــه عن التــــزلف كسلوك اجتماعي وتنـــاولت كتاباته شرح الكثــير من تصرفات المتزلف.
وهذه وللأسف الشديد أصبحت سائدة في مؤسسات كثيرة جنبا إلى جنب مع النفاق الإداري الذي لم تعرفه مجتمعاتنا سابقا.
وأرجو أن تكون برامج الإصلاح الإداري والمؤسسي تشمل التصدي لهذه السلوكيات والثقافات المدمرة لتنقية بيئة العــمل منها وضمن برامج التدريب والتوعية للمسؤولين لأن بتوعية المسؤولين يمكن حمايتهم حتى لا يكونوا هدفا سهلا للمتزلفين والمنافقين، وكذلك لحماية المؤسسة من الانهيار عندما تفقد المصداقية والثقة بسبب تصرفات وسلوكيات المتزلفين والمنافقين.
وأقترح إدخال تطعيم جديد يحتوي تنفيذ ما جاء في كتابات إدوارد لكل المؤسسات ليقيها من التزلف والنفاق الإداري وتحصينها من تلك الأوبئة المدمرة للتقدم والإبداع.