عندما تسافر إلى بعض الدول وترى المدن فيها يبهرك الحرص على الجمال المعماري والذوق العام في المعمار سواء بالبيوت السكنية أو بواجهات المحلات التجارية أو العمارات وتسود ثقافة صون الجمال المعماري والمظهر العام لأنه ملك للجميع فلا تجد ما يشبه الكرنفال بأشكال وألوان متعددة، لأن حرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخرين، وعلى سبيل المثال في تونس كان الحرص على أن تكون البيوت بيضاء والشبابيك باللون الأزرق، وهذا يضفي الجمال والراحة النفسية لكل من ينظر إليها.
والجمال المعماري له تأثيراته الإيجابية على الصحة النفسية والإنتاجية فكم تمنيت أن تكون مدننا نماذج جميلة للذوق المعماري في الأبنية سواء كانت المنازل أو المجمعات أو العمارات وأعتقد أنه لدينا القدرة على مجابهة تحدي الجمال المعماري والذوق العام في المباني والمعمار حتى لا تصبح حياتنا وحياة الأجيال القادمة محاطة بالفوضى والعبث في المظهر والذوق العام وقد وصل الأمر إلى عدم اكتراث البعض بإزالة مخلفات المشاريع الجديدة من حولها بعد الانتهاء من إنجازها فيصبح المشروع الجديد كأنه وسط غابة موحشة تسودها الفوضى والقبح.
وأتمنى من أصحاب المعالي المحافظين أن يتسابقوا إلى اتخاذ الإجراءات للمحافظة على الذوق العام والوجه الحضاري المشرق من خلال إزالة التشوهات والتعامل بحسم الاعتداءات على الجمال المعماري داخل كل محافظة وأن تلاحق التجاوزات في ترك المخلفات حول المشاريع الجديدة بعد الانتهاء من إنجازها، وأعتقد أن المحافظين والأجهزة التابعة لهم قادرون على رسم ملامح جميلة لصورة وواجهات المباني بما يليق بما نحلم به بشأن كويت المستقبل التي يعيش أهلها وسط مظاهر جميلة ويتصدون بقوة للقبح المعماري وما ينتج عنه من آثار سلبية فقد سئمنا من الكتل الخرسانية الصماء التي قد تكون سببا في انتشار الاكتئاب وغياب البسمة عن الوجوه، إذ انه عندما يجتمع الحر الشديد مع الكتل الخرسانية ومخلفات إقامة المشاريع الجديدة يصعب تحقيق النجاح بأي برنامج لتعزيز الصحة والسعادة والصحة النفسية.