عندما نفكر في مستقبل مشرق في أي مجال من مجالات الحياة سواء على المستوى الشخصي أو العالمي فإن البداية المنطقية هي التشخيص الدقيق للوضع الحالي بما له وما عليه ومن الأبعاد المختلفة وذلك أشبه بمهمة الطبيب الذي يطلع على نتائج فحوصات المريض والأشعات وبعد التأكد من دقتها يتم التشخيص والعلاج.
أما إذا كانت نتائج الفحوصات والأشعات غير دقيقة فإن ذلك يؤدي إلى التشخيص الخاطئ مما يترتب عليه وصف أدوية لا تتناسب مع حالة المريض والاستمرار في هدر صرف أدوية مبنية على خطأ التشخيص.
لذلك فإن التخطيط السليم يبدأ من الحصول على معلومات دقيقة وذات مصداقية وتساعد على اتخاذ القرار الصائب والرشيد في جميع المجالات أما إذا كانت الإحصائيات تعد من قبل أشخاص غير أكفاء وتنقصهم الخبرة والتدريب فإن ما يصدر عن ذلك تكون أرقام غير دقيقة وتضلل القائمين بالتخطيط مما يسبب التشخيص الخاطئ وتصدر سياسات خاطئة ويكون هدرا للأموال.
وبهذا لا تكون هذه السياسات ناجحة لأنها بنيت على أرقام غير دقيقة ومضللة ولا بد من وضع برامج وسياسات بعد التأكد من الأرقام التي ستبنى عليها ولا يتم الاكتفاء بالطباعة الفاخرة والألوان المبهرجة لبعض التقارير بينما تكون البيانات المدرجة بها مضللة وغير دقيقة.
ويجب على كل مسؤول في كل موقع أن تستند قراراته إلى أرقام دقيقة وليس إلى وجهات نظر وانطباعات شخصانية من بعض المرؤوسين لأن التخطيط السليم يبدأ من الأرقام الدقيقة وليس من الانطباعات الشخصية التي قد تهدف إلى تصفية حسابات لأسباب شخصية خاصة.
وأتمنى أن تكون السياسات التي يترتب عليها تكلفة مالية مستندة إلى الأرقام الدقيقة ألا تترك الأرقام بعيدة عن أي مسؤول في وقت اتخاذ القرارات وخصوصا شاغلي الوظائف القيادية الذين يجب تنمية مهاراتهم بصفة مستمرة بشأن اتخاذ القرارات المبنية على الإحصائيات والمؤشرات الدقيقة بدلا من العشوائية في اتخاذ القرارات التي قد يترتب عليها تكلفة تمثل إهدار الوقت والموارد والجهد وتؤثر على إعداد الخطط والبرامج التي نحتاج إليها للأجيال القادمة.
لذلك لا بد من الاهتمام والتأكيد على الحصول على الأرقام والإحصائيات الدقيقة في كل موقع ومن قبل كل مسؤول حتى نستطيع النجاح في إعداد الخطط والبرامج المستقبلية.