عندما نلقي الضوء على تصريحات بعض المسؤولين السابقين فإننا نرى أن تصريحاتهم تعطيك القمر بيد والشمس باليد الأخرى وتمضي الأيام ويتغير المسؤول وتبدأ العجلة من جديد مع تولي المسؤول الجديد الذي يبدأ بإطلاق تصريحاته أيضا وينسى الجميع أن إدارة المرفق الحكومي تختلف عن إدارة فرع بنشر ملحق بإحدى الجمعيات التعاونية وأن الوقت في المرفق الحكومي ليس ملكا للمسؤول ولكنه ملك للمواطن ولا يجوز هدر وقت المواطنين وعدم تقدير قيمة الوقت سواء للحاضر أو المستقبل ولا يجوز لأي مسؤول أن يعتقد ولو للحظة أنه الوحيد المبدع وأن من سبقوه غير جادين وغير مبدعين، ولا يجوز لأي مسؤول أن يهمل ملفات عالقة لمشاريع لم تتم في عهد المسؤول السابق نتيجة مداهمته الوقت وتغييره.
إن أمور المواطنين وهي أمور وزارات الدولة لا تدار بشخصانية أو بعيدا عن المنطق لأن الخاسر هو المواطن وبذلك تتأخر الأوطان عن الوصول إلى ما تتطلع إليه من تقدم للحاق بمتطلبات الإدارة الحديثة في جميع المجالات.
يجب على كل مسؤول أن يستفيد قدر الإمكان من الإرث الذي تركه من سبقه على نفس الكرسي وبنفس الموقع وألا يعود إلى المربع رقم واحد من جديد حتى لا يكون سببا في خسارة الجهد والوقت للمؤسسة وللوطن وتكون الخسائر صعبة التعويض.
ويجب على كل مسؤول قبل تولي المنصب الجديد أن يكون قادرا على شرح رؤيته الواضحة وخططه للتطوير استمرارا لما بدأه من سبقوه وليس هدما وطمسا لكل ما سبق لأن إدارة المؤسسة العامة تختلف تماما عن إدارة فرع بنشر في الجمعية وتوجد أمثلة متعددة تحيط بنا من كل الجوانب وأبطالها مسؤولون يعتقدون أن هدم إنجازات من سبقوهم تحسب لهم بينما يكتشفون بعد ضياع الوقت والجهد خطأ حساباتهم وقصور رؤيتهم للأمور بعد أن تنزع منهم السلطة.
لذلك لا بد من تعيين المسؤول صاحب الرؤية الواضحة الذي يسعى لتطوير البلاد وإكمال مسيرة من سبقوه وتنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات لأن الوطن يحتاج الى الكثير، ولا ينشغل بإطلاق التصريحات النارية التي لا يستفيد منها المواطن ولا ينسب لنفسه إنجازات من سبقوه في المنصب فالمنصب تكليف حتى يؤدي دوره على أكمل وجه لخدمة المواطنين وليس لاستفادته الشخصية.
إن الوقت يمضي بسرعة ولا بد من الإنجازات لتطوير البلاد بدلا من ضياع الوقت والجهد وبعد ذلك تتم محاسبته على كل تأخير وكل هدم وطمس لما تم إنجازه في السابق.