في مجتمعاتنا ودولنا الحالية مع الأسف أن من يتقدم للتقاعد من الكفاءات يصبح جزءا من الماضي ولا يتم التواصل معه طلبا للرأي أو المشورة لحل أي مشكلة بالرغم من خبرته التراكمية في تخصصه وعمله ولو تمت الاستعانة به لوجدنا الحلول لكثير من المشاكل ولكن إهمال الاستعانة بآرائهم وخبراتهم قد ينقصها الامتنان الذي يليق بهم.
ولا بد من وضع أسلوب مناسب للاستفادة من خبرات واستشارات المتقاعدين في جميع المجالات وتنمية هذا الرصيد الخصب والتعامل معه كثروة بشرية متعددة التخصصات والخبرات من أجل تحقيق التنمية التي تحتاج إلى جهود وخبرات الأجيال المتعاقبة، حيث إن إهمال الاستعانة بخبرات واستشارات المتقاعدين يضيع على الوطن فرصا عديدة للتطوير والتقدم.
ويجب على جميع الوزارات وجمعيات النفع العام أن تضع الاستفادة من خبرات المتقاعدين على قمة أولوياتها وأن تتسابق في اختيار الأساليب والمبادرات المناسبة.
وتشير الدراسات والإحصاءات عن التركيبة العمرية للمجتمعات على مستوى العالم إلى زيادة مطردة في نسبة كبار السن من السكان لدرجة أن نسبة كبار السن في بعض الدول تفوق بكثير نسبة الأطفال بالمجتمع مما أدى إلى ارتفاع متوسط الأعمار على مستوى العالم حيث يعيش المتقاعد بعد تقاعده لمدة قد تصل إلى عدة عقود لذلك لا بد من الاستفادة من المتقاعدين للمصلحة العامة في جميع المجالات.
وهناك نماذج بين المتقاعدين ممن لا يرغبون إلا في التقدير الاجتماعي والعرفان ويتطلعون إلى إعطاء خبراتهم بلا مقابل من أجل خدمة الوطن فهم ثروة وطنية ورصيد لا ينضب ومن الواجب علينا جميعا مسؤولية تنمية هذا الرصيد الذي لا يقدر بثمن.
ومن المتقاعدين نماذج تتضاعف مهاراتها ومقدرتها على العطاء والإبداع بعد التحرر من الروتين وضغوط العمل الوظيفي الممل ويجب البحث عنهم والاستفادة منهم فإن الوطن تتنوع به المجالات ويحتاج إلى خبراتهم إن أوجدنا الأساليب المناسبة للاستفادة منها.