عندما نتأمل الأوضاع الإقليمية والعالمية المحيطة بنا وما تتناقله وكالات الأنباء من أخبار مفزعة من توترات لأسباب متعددة فإنه من الواجب علينا أن ندعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا الكويت من الفتن والكوارث ومن كل سوء أو شر.
إن الوطن هو الملاذ والسند للجميع ولا ننسى محنة الغزو العراقي الآثم الذي حل ببلادنا وجعلنا نتجرع الكؤوس المرة بسبب هذا الاحتلال.
وإن ما يهدد الأوطان ليس بالضرورة أن يكون احتلالا أو عدوانا من الخارج ولكن الجبهة الداخلية قد تتصدع بسبب ما تتناقله بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتؤججه بعض النفوس التي لا تريد خيرا بالوطن وتريد القضاء على أمنه واستقراره، والواجب على الجميع ألا يتداولوا أي معلومات مغلوطة وعدم الاستجابة لبعض النفوس الضعيفة التي ترغب بنشر الفرقة والشروخ في الوطن ووحدته وتماسكه.
ولو ألقينا نظرة على ما حولنا فإننا نجد التوترات في الشرق بسبب الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى وشمالا التوترات في العراق وسورية ولبنان وغزة وجنوبا ما يحدث في اليمن وغربا ما يشهده السودان وليبيا والجزائر ولذلك يتوجب علينا أن نرفع أكفنا للسماء وندعو الله مخلصين أن يحفظ بلادنا الكويت من كل ما يحيط بنا من جميع الاتجاهات الأربعة ولأسباب وأجندات تبدو مختلفة.
ولا بد من كل مواطن أن يتعاون ليكون الوطن كالجسد الواحد أمام أي محاولات لتمزيق الجبهة الداخلية أو تصفية الحسابات أو المتاجرة الرخيصة بنسيج الأمة.
إن الوطن يحتاج إلى كل مواطن مخلص يحافظ على ثرواته ويحارب الفساد في كل مكان ومن كل موقع حتى نستطيع حمايته من أي شرخ أو تصدع قد يحدث بسبب ذلك لأن الفساد ينخر في جسد الوطن مثل التسوس في الأسنان.
وأتمنى وأرجو أن يتم اختيار الوزراء بحرص شديد ليحاربوا الفساد ويحافظوا على أمن البلاد لتعود الكويت كما كانت سابقا عروس الخليج.