عند مراجعة المريض لأي مستشفى أو عيادة أو مركز الصحي ويجد من يستقبله ومن يقدم له الخدمات باستخدام الكمبيوتر فإن ذلك يسعده للاستغناء عن إجراء المعاملات الورقية ودون جدل أو مشاحنات بين المريض ومقدمي الخدمة بدءا من تحديد الموعد واختيار الطبيب ودفع الرسوم وبعد ذلك استخراج الملف الطبي وكتابة المعلومات وإعطاء الإجازة المرضية عند الحاجة لها بل وأيضا الوصفة الإلكترونية وتكون سعادة المريض بسبب الاستفادة من عصر التكنولوجيا والاتصالات الحديثة وسرعة الإنجاز.
وقد يحصل المريض على الخدمات باستخدام هاتفه المحمول دون مراجعة الطبيب أو العيادة ويتباهى المسؤول بحصول المرضى على الخدمات في وقت قياسي ومن ثم يبتسم لكاميرات الإعلام بتحقيق ذلك.
ولكن الطريق ليس مفروشا بالورود دائما لأن عصر الإنترنت والمعلومات له بعض الأضرار الجانبية وقد تكون جسيمة وأخطر من الأخطاء الطبية وهي الهجمات أو القرصنة الإلكترونية للمعلومات الصحية حيث ان نظم وقواعد المعلومات في المنشآت الصحية ليست في مأمن عنها وقد تنتهك خصوصية وسرية معلومات المرضى وملفه الطبي وقد لا يعرف المريض أن معلوماته الطبية قد تعرضت لقرصنة إلكترونية أو سيبرانية وبالتالي تنعدم الثقة بالطبيب أو المنشأة الصحية بسبب تفشي معلوماته الطبية للآخرين.
تلك هواجس مشروعة عندما حدثتني إحدى الصديقات عن انبهارها بنظم الكمبيوتر والمعلومات عند مراجعة أحد المستشفيات وإعجابها بسهولة الإجراءات وإتمامها إلكترونيا بينما لم تتأكد إن كان الأمن السيبراني أو الإلكتروني قد تم تطبيقه في المستشفى أم لا حتى لا تتعرض معلوماتها إلى الإفشاء.
وتساءلت بيني وبين نفسي عن الأمن السيبراني للمعلومات الصحية ومستوى كفاءته ومهارات المسؤولين عنه، أم أنه مثل شركات الأمن والحراسة التي نشاهدها في معظم المرافق من حولنا ونشفق على العاملين بها لتأخر رواتبهم.
فهل يشاركني القارئ في السؤال المشروع عن الأمن السيبراني للمعلومات الصحية ضمن الاهتمام به على المستوى الوطني والذي أصبح هاجسا على المستوى الدولي وأصبح الاتحاد الدولي للاتصالات يتابعه من خلال استخدام مؤشر للأمن السيبراني وإصدار تقارير دورية عن حالة ومستوى الأمن السيبراني في دول العالم بل يتضمن التقرير ترتيب دول العالم من حيث هذا المؤشر.
وللأسف الشديد فقد سبقتنا العديد من دول المنطقة في هذا المؤشر والترتيب مما يعتبر جرس إنذار يدق بقوة ويجب أن يستيقظ معه كل مسؤول عن المعلومات الصحية وغير الصحية، علما ان هذا التقرير الدولي عن مؤشر الأمن السيبراني وترتيب الدول متاح على موقع الاتحاد الدولي للاتصالات على الإنترنت لمن يهتم بالأمر ويساوره القلق على سرية المعلومات وتكلفة القرصنة السيبرانية.