التطوع هو الجهد الذي يبذله الإنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع الإسهام في تحمل المسؤولية وهذا الجهد يكون ببذل المال أو عينيا أو بدنيا أو فكريا، ويقدمه المتطوع عن رضا وقناعة ولخدمة الوطن والأهل.
والمتطوع يشعر بسعادة غامرة وخاصة إن تطوع لإنقاذ حياة أو لإدخال السرور على البشر في أوقات المحن والشدائد.
والتطوع يؤدي إلى غرس حب الخير في النفوس ونبذ الأنانية والأمثلة على ذلك كثيرة منذ قديم الزمان فقد تطوع سيدنا موسى عليه السلام عند البئر لمساعدة الفتاتين فكان له الجزاء العظيم من الله عز وجل.
وتقع علينا مسؤوليات كبيرة لتعليم الأجيال القادمة التعود على التطوع في جميع المواقف والمجالات وأن نعودهم لأداء أي عمل سواء في الأسرة أو المدرسة أو في المجتمع دون انتظار المقابل أو الإطراء من الآخرين والتذكير بالأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى.
وأئمة المساجد بوزارة الأوقاف يجب عليهم تخصيص إحدى خطب الجمعة لتوضيح ثواب وأجر التطوع ومن الأفضل إن كانت هذه الجمعة بموعد يوم التطوع العالمي والذي يوافق الخامس من ديسمبر من كل عام والذي حددته منظمة الأمم المتحدة لنشر ثقافة التطوع بين البشر وتشجيع المتطوعين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو منظمات لبذل المزيد من التطوع.
وعندما نتذكر التركيبة السكانية والتي جعلت أعداد كبار السن في تزايد وإنه مع مرور الزمن وكلما تقدم الإنسان في العمر تضعف قدراته على أداء احتياجاته اليومية ويحتاج المساعدة من الآخرين للخروج والحركة وأحيانا حتى للعناية بالملبس والمظهر.
وقد يصاب الطاعن في السن بضعف السمع أو البصر وعندئذ يجب أن نفكر في مبادرات تطوعية للعرفان بكبار السن ومساعدتهم على تحمل أعباء الحياة وهذه الحالة ليست استثنائية بل أصبحت واقعا نعيشه يوميا في الأسرة أو في المجتمع.
فالتطوع لمساعدة كبار السن قد يدخل السرور في نفوسهم ويعينهم على تحمل أعباء الحياة والبعد عن الكآبة.
ولا ننسى أن الإسلام حث على التطوع ويجازي من يفعل الخير، مهما قل، ثوابا عظيما وقد قال الله تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا - المزمل: 20)، وقال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - الزلزلة: 7).