أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن المنظمة الدولية تعاني عجزا ماليا كبيرا، وأن احتياطياتها المالية قد تنفد قريبا، ودعا إلى إمكان تأجيل مؤتمرات واجتماعات والتقليل من بعض الخدمات واتخاذ تدابير لتوفير الطاقة للحد من النفقات.
وأعرب غوتيريس عن قلقه إزاء موجات التظاهر التي نشهدها في جميع أنحاء العالم، وأطلق صيحة رجاء واستغاثة طلب فيها ضبط النفس لأن العالم لم يعد يحتمل حربا جديدة في الخليج، حيث إن ضبط النفس سيكون له مردوده الكبير على مختلف دول وشعوب العالم إذ ان الحروب أدت إلى الدمار والهلاك والضحايا وحمامات الدماء.
وعندما يطلب أمين عام الأمم المتحدة ضبط النفس وتجنب العنف فإنه يدرك القادم وتأثير الإعلام وأقزام السياسة والانتهازيين الذين يؤججون الصراعات ويشعلون الفتن وخاصة بين أبناء الشعب الواحد.
إن ما يدور حولنا من صراعات واستعراضات القوى الغاشمة يجب أن نتعلم منه ولا تنزلق أقدامنا إليه فقد ذقنا الكثير من المرارة عندما كان خليجنا مسرحا للحروب والصراعات وما زالت الجروح تنزف ولذلك يجب علينا أن نضم صوتنا إلى الصوت الأممي الداعي إلى ضبط النفس، وهذا ليس غريبا على الديبلوماسية الكويتية التي بنى دعائمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، عندما كان وزيرا للخارجية.
وندعو كل من يطلقون على أنفسهم صفات الخبراء الاستراتيجيين والمحللين السياسيين إلى ضبط النفس والتوقف عن تحليلات ردود الأفعال ومسارح أخذ الثأر وكأننا نشاهد مسرحية دموية وسط عالم فقد صوابه وأصبح في حاجة إلى مركز أممي كبير للصحة النفسية ليأوي إليه إلى الأبد من لا يستطيع ضبط نفسه في ظل هذه الظروف الصعبة، ولا بد أن نضم صوتنا إلى صوت غوتيريس ونبتعد عن العنف ونحافظ على ضبط النفس حتى لا نقع في حروب جديدة.