تصادفنا في حياتنا اليومية العديد من المواقف التي تحتاج إلى وقفات جادة تبدأ بالصدق مع النفس ومع الآخرين إذ لا يمكن التعامل في الحياة بدون الصدق والجدية في جميع المواقف ولكن للأسف الشديد البعض يعتبرون ذلك تشنجا أو تصلبا في المواقف، والبعض الآخر يلجأ للمواقف الهزلية ومن دون جدية فتكون النتيجة غياب الصدق مع النفس ومن ثم نفاد رصيد ثقة من حوله.
إننا نحتاج إلى أن نكون صادقين في مواقفنا مع بعض المرونة ودون ضعف حتى تسير حياتنا إلى الأمام وبلا عثرات. والصدق في المواقف والعلاقات ليس له علاقة بالمنصب أو المكانة الاجتماعية، ولكنه ينبع من إيمان الإنسان بضرورة الشفافية مع كل ما يواجهه في الحياة حتى نتمكن من تطوير أنفسنا ثم تطوير البلاد. والابتسامة في وجه الآخرين وفي التعامل معهم تعتبر صدقة يؤجر عليها المبتسم، ولابد من الابتعاد عن التشنج والعصبية في كل التعاملات حتى يشعر الجميع بالسعادة وتصفو الحياة.
وهناك مؤشرات وتقارير عالمية عن مستوى السعادة في المجتمعات والدول المختلفة وترتيبها من حيث مؤشر السعادة، لأن الدول المتقدمة هي التي يكون مؤشر السعادة لديها في المقدمة، وقد حث ديننا الإسلامي على الابتسامة واللين في المعاملة مع الآخرين وعدم التشنج في التعامل والعلاقات، إذ أننا لو طبقنا تعاليم ديننا الحنيف بحذافيره سنكون في المقدمة في جميع مؤشرات السعادة والحياة وستكون مجتمعاتنا قدوة للآخرين.
وقد توصلت دراسة لجامعة هارفارد استمرت 80 عاما إلى أن العلاقات أكثر أهمية للرضا من المال أو النجاح لذلك علينا أن نحافظ على علاقاتنا مع بعضنا البعض حتى نشعر بالسعادة والرضا وأن نكون صادقين في هذه العلاقات دون كذب أو رياء أو تشنج، ونتبادل الابتسامة عند التعامل لأنها مفتاح القلوب وتبعث الأمل في النفوس وهي غير مكلفة للشخص ولكنها تعود عليه بالخير الكثير، فابتسموا دائما حتى تسعدوا ويسعد الآخرون.