هذا ما نعيشه منذ عدة أيام، فقد غطت أخبار الفيروس الجديد في الصين على أي أخبار أخرى في العالم، بل إنها صرفت الأنظار والاهتمام عن جلسة مجلس الشيوخ الأميركي أو عن مؤتمر برلين أو عن منتدى دافوس، وكانت عطسة الصين تحديا كبيرا للعلماء والأطباء والقادة لمجابهة الفيروس الجديد الذي اختلفت حوله الآراء ما بين آراء مطمئنة لأنها تراه أنه محدود وآراء مترقبة لأنه جديد وسريع الانتشار.
وحسمت دول كثيرة الجدل مبكرا باتخاذ إجراءات وقائية في أكبر المطارات، ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية، ثم بعد ذلك اجتمعت لجنة طوارئ اللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية على مدار يومين لدراسة وتقييم المعطيات ومن ثم اتخاذ القرار، حيث لم تعتبر اللجنة حتى الآن أن هذا الفيروس يشكل طارئا صحيا دوليا، بالرغم من المشاهد الإعلامية المؤثرة عن مدينة مهمة هي مدينة ووهان الصينية التي أصبحت مدينة أشباح.
وعما يحدث من إجراءات عنيفة في العديد من الأقاليم والدول، ووسط كل هذا كان الإعلام شريكا أصيلا يبحث عنه الجميع ويلقى معاملة الشركاء المرحب بهم على أعلى المستويات، وكم قصص إنسانية توجد في خلفية هذا المشهد لمن كانوا يستعدون للاحتفال بالعيد السنوي لهم، وهو أول السنة القمرية، وفجأة ألغيت الاحتفالات، بل وأصبحوا بعيدا عن الترحيب بقدومهم ويخضعون للفحوصات وإجراءات المطارات في العديد من دول العالم.
وازداد شغف الأطباء والعلماء لمحاولة كشف المزيد عن الفيروس الجديد لتنطلق الأبحاث العلمية وتنتج الشركات الكواشف واللقاحات والأدوية ومستلزمات الوقاية.
وليتعلم البشر أن فيروسات محدودة صنفت على أنها جديدة قد سببت العطسة في الصين فارتجف العالم بأسره بشرقه وغربه وقادته، ونتيجة لانتشار هذا الفيروس سنسمع لاحقا عن الخسائر الاقتصادية بسبب عطسة الصين التي ارتجف لها العالم ومازال ينتشر في جميع أنحاء العالم.
سبحان الله! إن كل ما يحدث في العالم يدل على قدرة الخالق، فهذه الفيروسات الضعيفة أصبحت تزداد قوة وتتطور وتتأقلم مع المقاومة ضدها، ولا بد من اتباع وسائل الوقاية منها، وذلك بالاهتمام بنظافة الأدوات الشخصية وتجنب لمس الأنف والفم والعينين قبل غسل اليدين، سواء بالماء والصابون أو بالمطهر الكحولي إن لم يتوافر الماء، وارتداء الكمام الطبي والقفازات عند تواجد أي شخص مصاب بالفيروس، والابتعاد عن المصابين بأعراض الجهاز التنفسي.
وأدعو الله أن يحمي بلادنا وشعبنا من هذا الفيروس ومن كل شر.