فجأة وبدون مقدمات نشرت وسائل الإعلام تصريحا يمتاز بخفة الدم صادرا عن أحد المسؤولين ويبشرنا بأن الكويت لديها مقومات الدولة أو الحكومة الذكية، وحاولت أن أتعمق في الموضوع أكثر ولكن المتاح من التفاصيل عن ذلك قليل جدا ولم يكن سوى مقتطفات من محاضرة وليس من برامج خطة التنمية.
وكم كنت أتمنى أن يكون الذكاء حاضرا في خطط وبرامج التنمية بما هو أكثر من مجرد عنوان فقط وخصوصا ان تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحيط بنا من جميع الجوانب، جغرافيا ومهنيا، بينما اكتفينا بالتصريحات المقتضبة عن الذكاء. أليس من الذكاء أن نحترم عقول وتفكير القراء في التصريحات وعدم إطلاق تصريحات نارية إلا بعد اكتمال ملامح الخطط والبرامج ضمن التخطيط العلمي للمستقبل أو لنترك الإنجازات تتحدث عن نفسها وعن أهميتها ومردودها على الحياة اليومية.
إننا نطمع باحترام ذكاء القارئ في كويت ذكية دون صخب إعلامي كمدرسة جوبلز. نريد كويتا ذكية بدون ازدحام الشوارع والمرور، ونريد كويتا ذكية بدون ازدحام المستشفيات، ونريد كويتا ذكية بدون فوضى مواقف وصالات المطار، ونريد كويتا ذكية بدون محاولات تهريب المخدرات بأنواع جديدة عبر المنافذ، ونريد كويتا ذكية بمسؤولين أذكياء لا يعرفون الواسطة في قاموسهم، فهكذا تكون الكويت ذكية.
ولابد من تقليل التعامل المباشر مع المؤسسات في الدولة لنحقق الكويت الذكية، مثل أن يحمل المواطن بطاقة خاصة تحمل كافة بياناته وله رقم سري ومن خلالها يستطيع الدخول إلى العمل أو الصعود في المواصلات العامة أو لحجز مقاعد الطائرة او لدفع التزاماته المالية للدولة من كهرباء أو ماء أو أقساط سكنية وبذلك يستطيع إنهاء جميع معاملاته الحكومية بهذه البطاقة.
وأتمنى أن نسعى جميعا لجعل الكويت ذكية أسوة بباقي الدول المتقدمة التي استخدمت التكنولوجيا الذكية من أجل بناء مدن توفر الطاقة بشكل فعال مستقبلا، فالكويت ستكون ذكية عندما نضع هذه الخطط والبرامج في الاستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية الشاملة في كويت المستقبل.