نلاحظ أن الصراع العربي - الإسرائيلي مازال مستمرا وما تم تدريسه لنا قديما في المدارس عن الأمة العربية يختلف تماما عن الجغرافيا والتاريخ الحالي وعما ينقله لنا الإعلام، فانظروا شرقا وغربا فهل تجدون دولة عربية واحدة في القوة والرقي الذي نحلم به؟ أين الدول العربية القوية وأين الوحدة العربية التي كنا نتغنى بها عندما كنا أطفالا في المدارس؟ ولماذا أصبح واقعنا ضعيفا ومتمزقا ومطمعا لقوى إقليمية ما كان لها أن تجرؤ من قبل بغير ما يرضينا؟ فهل أصبح واقعنا الحالي من نواحي الجغرافيا والتاريخ يليق بنا؟ ولماذا أصبحنا هكذا وما هو الحل ومتى تعود الخارطة إلى ما كانت عليه؟ وهل تأخر تطبيق الديموقراطية الغربية هو أحد الأسباب أم أننا ومنذ الحرب العالمية الثانية قد عجزنا عن قراءة ما يحدث من حولنا ومن ثم فقدنا الرؤية منذ عدة عقود؟
إننا لا تنقصنا الثروة ولا تنقصنا الكوادر البشرية ولدينا مهد الأديان السماوية ولكن إلى الآن مازال أمامنا مسافات شاسعة لنصل ونحقق ما حققه غيرنا صناعة وتعليما وصحة واقتصادا وهي جميعها أدوات قوة الأمم إن أرادت أن تكون في المقدمة.
وماذا لو اضطررنا الآن لفصل جديد من النزاع العربي ـ الإسرائيلي وكيف سيدار الفصل الجديد وسط ما نعيشه من ظروف غير مسبوقة من قبل؟ إن الخريطة مشتعلة والأرض ساخنة من حولنا وعوامل القوة تتراجع على عكس ما نأمله وما نتوقعه، فكيف المخرج اللائق من كل ما يحيط بنا وما يحدق بدولنا ويؤثر بها لعدة عقود قادمة إن لم نستيقظ ونضاعف الجهود ونحدد الرؤية وننطلق وسط عالم لا يعطي الفرص إلا للأقوياء صحة وعلما وإدارة واقتصادا، والذي يتعثر في الطريق يداس بأقدام الأقوياء ولا تقوم له قائمة.
أتمنى من الأمة العربية أن تنهض وتوحد كلمتها لأن في الاتحاد قوة حتى نستطيع إعادة تاريخنا العربي إلى ما كان عليه سابقا ونعيد خريطة العالم إلى ما كانت عليه عندما كنا نهتف بإحياء الأمة العربية في مدارسنا عندما كنا صغارا.