تتعالى من آن لآخر أصوات الاحتجاج على الفجوة بين ما نسعى إليه من مستوى عال للتعليم والواقع الذي تترجمه بعض تقارير المنظمات الدولية بالمقارنة مع الدول الأخرى، ولا يختلف أحد على أهمية التعليم والصحة لأي دولة كجناحين تحلق بهما نحو التنمية الشاملة والمستدامة بالرغم من صعوبة وتأخر عائد الاستثمار فيهما، فهو استثمار يحتاج إلى وقت طويل حتى تظهر نتائجه على عكس إقامة أي مشروع اقتصادي والذي تظهر نتائجه بسرعة.
وبينما كنت أتصفح مواقع بعض المنظمات الدولية فقد وقع نظري على تقرير مهم أصدرته مجموعة البنك الدولي عن مشروع رأس المال البشري وأهمية تعزيز الاستثمار في التعليم والصحة حيث أن التقرير ذكر مؤشرا هاما يجمع بين التعليم والصحة معا، وهو مؤشر رأس المال البشري الذي يتم حسابه باستخدام عدة مؤشرات فرعية من التعليم والصحة.
وكالعادة بحثت عن جداول ترتيب الدول وموقع الكويت بين الدول من حيث مؤشر رأس المال البشري وعلاقته بالصحة من خلال بعض المؤشرات الصحية والتعليم وقد كان أداء الكويت في مؤشر رأس المال البشري أقل مما هو متوقع بالنسبة لمستوى دخلها، إذ حلت الكويت المرتبة 77 عالميا والأخيرة خليجيا.
إنني أدعو الجهات المسؤولة والمهتمة إلى إلقاء المزيد من الأضواء على هذا التقرير والاهتمام بالمشروع ودراسة قيمة المؤشر المتعلق بالكويت بالتقرير مع تحليل التقرير بأسلوب علمي وتحفيز الجهود التي من شأنها زيادة رأس المال البشري.
وأعتقد أن الجهة التي يجب أن تكون في المقدمة عند دراسة مؤشر رأس المال البشري المرتبط بالصحة والتعليم هو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ووضع المشروع على قمة أولوياته نحو بناء كويت المستقبل 2035 التي يجب أن ترتكز على التعليم والصحة بأسلوب علمي ناجح.