تتجه أنظار الأطباء والمتخصصين إلى المراكز المرجعية في العالم وفي مقدمتها مركز التحكم والوقاية من الأمراض بالولايات المتحدة الأميركية CDC مع كل طارئ صحي أو عند اكتشاف أوبئة أو أمراض سواء كانت جديدة أو قديمة. ومركز التحكم والوقاية من الأمراض الأميركي هو منظومة صحية بحثية علمية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويستفيد منها الباحثون والسلطات الصحية في جميع دول العالم وتضع الحلول وتنفذ السياسات وتصدر الأدلة الاسترشادية المرجعية ومتاحة للجميع على موقعها الإلكتروني.
وعندما زرت المقر الرئيسي لها في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، شعرت أنني في محراب متطور للعلم يبعث على المصداقية والجدية، وقد أنشئ مركز التحكم والوقاية من الأمراض في أميركا منذ عام 1946، ومنذ ذلك الحين وهو محط أنظار العالم كمركز مرجعي بحثي مرموق في الصحة العامة ويضع الحلول والمبادرات التي تستفيد منها البشرية على مستوى جميع دول العالم.
وكم تساءلت بيني وبين نفسي لماذا ليس لدينا مراكز كويتية للوقاية والتحكم بالأمراض كجهة مرجعية؟ حيث ان لدينا الإمكانات لإنشاء مثل هذه المراكز وليكن إنشاؤها على مراحل وبالتعاون مع المركز الأميركي ومن خلال اتفاقيات التعاون الطبي والصحي معها، إذ إن مثل هذا المشروع الطموح سيكون له مردوده على الأمن الصحي وعلى الثقة في النظام الصحي، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للاستفادة من علم وخبرات من سبقونا بشفافية كاملة.
إنني أتمنى أن أجد هذه الفكرة محط الاهتمام من المسؤولين كمشروع طبي علمي تنموي بحثي، حيث ان الاستثمار في إنشاء هذا المشروع ستجني ثماره الأجيال الحالية والقادمة.
ان الاستثمار في الصحة هو أفضل استثمار لأي دولة، خاصة أننا نسعى لتحقيق رؤية صاحب السمو لكويت المستقبل ولنجعل الكويت مركزا اقتصاديا وصحيا وتنمويا شامخا ونكمل ملامح وطننا بإنشاء مراكز مرجعية بمستوى عالمي.