تسلط كاميرات الإعلام من آن لآخر على قاعات اجتماعات مختلفة، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، بحضور مسؤولين، وينطلق المذيع أو المعلق ليزف إلى المشاهدين خبر الاجتماع ومن حضره، ولكن الهدف من الاجتماع ولماذا بهذا الوقت بالتحديد فإنه سؤال غير وارد وغالبا ما يكون الضيف غير مستعد للإجابة عنه، وتكون النتيجة أن الكاميرات تعرض صورا بلا مضمون وإضاعة وقت وجهد من قام بالإعداد والتغطية.
وأحيانا لا يعرف المجتمعون سبب الاجتماع ولا يكونون مستعدين له ولو فكر الجميع بتكلفة الاجتماعات والمشاركة فيها، فقد يبذلون قصارى جهدهم للتحضير لها لجدواها ولمردودها على المجتمع ككل، ولكن لهذا السبب ومع الأسف تحولت بعض الاجتماعات من أدوات وفرص للعصف الذهني وتبادل المعلومات والخبرات والرؤى إلى مناسبات لتناول المشروبات والحلويات والمعجنات وكأننا في مسابقات تغذية غير صحية تحت عدسات الكاميرا.
وكم تمنيت أن تكون الاجتماعات ذات جدوى إيجابية عند التعامل معها بجدية ومهنية ومن خلال التحضير لها بما هو أكثر من استعداد للفوز بالتصوير بالكاميرات وعرض الصور في وسائل الإعلام المختلفة.
وكم كان لي الشرف بحضور اجتماعات في منظمات دولية مرموقة، وقد كنت أقوم بالتحضير لها قبل أيام من انعقادها وبالأدلة والبراهين والدراسات، وكان كل الحضور ومن كبار المتخصصين الذين حضروا هذه الاجتماعات يحرصون على المراجعة الدقيقة لما يعرضونه في الاجتماع لتفادي إضاعة وقت الحضور في الخوض في تفاصيل خارج المناسبة التي انعقد الاجتماع لها حتى تكون الاجتماعات ذات مردود إيجابي يعود على الجميع بالفائدة حيث ان الاجتماعات هي منصات لتبادل الخبرات والمعلومات التي تفيد المجتمع بكل فئاته وفي جميع المجالات.
وكذلك فإن العودة بعد الاجتماعات تحتاج الى ترتيبات علمية أخرى، حيث ان من حضر الاجتماع لا بد أن يلتزم بالتوصيات التي وافق عليها الجميع ومتابعة تنفيذها، ولكن مع الأسف الشديد فإن البعض لا يكمل حضور الاجتماع لحين الحصول على التوصيات أو لا تهمه التوصيات أو تنفيذها، لأنه البعض إما أن يكون غير متخصص بموضوع الاجتماع أو أنه لا يكترث بتنفيذ تلك التوصيات، حيث لا تتم محاسبته بعد حضور الاجتماع على ذلك.
أتمنى أن نعيد النظر في حضور جميع الاجتماعات وألا يحضرها إلا المتخصص في موضوع الاجتماع ومتابعة التوصيات وتنفيذها لأننا نلتزم بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية لننهض بدولتنا الكويت ونواكب مستجدات العالم.