ملامح سن المراهقة معروفة لدى الأطباء والمتخصصين في علم النفس والعلوم الاجتماعية وقد لا يعرفها أقرب المحيطين بالمراهق، لذلك سارعت المنظمات الدولية والدول المتقدمة إلى وضع إستراتيجيات لرعاية المراهقين ضمن خططها التنموية.
وكل خطة تبدأ بتحليل الوضع القائم والتحديات للصحة وفي البداية الصحة النفسية والسلوكية وأهم أسباب الحوادث والوفيات والأمراض بين المراهقين والسلوكيات غير الصحية التي قد يصعب على المراهق التخلص منها بسهولة.
ولو درسنا استراتيجية رعاية المراهقين في أي دولة فإننا نستطيع معرفة مستقبل هذه الدولة وإلى أين تسير كلما نضج مراهقوها.
وتوجد بعض السلوكيات والتصرفات التي قد يترتب عليها قرارات غير مدروسة أو ردود أفعال غير محسوبة وغير متوقعة ويقوم بها بعض ممتهني السياسة وعندئذ يطلق عليها مراهقة سياسية أقرب للبحث عن الذات والرعونة وسوء تقدير ردود الأفعال وهذه لا ترتبط بالفئة العمرية بمعنى أن أعمار المراهق البيولوجية لا تنطبق عليها.
وفي نفس الوقت، هناك مراهقة إدارية من مسؤولين تغلب عليهم الرعونة، وسواء كانت المراهقة سياسية أو إدارية أو بيولوجية فكلها تلتصق بالعنف وردود الأفعال غير المحسوبة سياسيا أو إداريا ممن ما زالوا في مراحلها وفي غياب استراتيجيات واضحة للمراهقة والتعامل مع المراهقين.
وعلى كل دولة ألا تغفل المراهقة السياسية والإدارية عندما تهم بوضع إستراتيجيات وطنية لرعاية المراهقين، فقد يكون المراهق السياسي مصدر خطر على استقرار وسمعة الدولة إن لم يستمع إلى النصيحة الناضجة من ذوي الخبرة والتجارب، إذ توجد نماذج متعددة على مر الزمان من حالات للمراهقة السياسية والإدارية التي ترتب عليها خسائر فادحة لم يتحملها المراهق نفسه ولكن تحملتها الأوطان والأجيال المتعاقبة بعد أن فشلت في كبح جماح المراهقين سياسيا وإداريا بالتعامل معهم.
أتمنى ممن يقومون بوضع استراتيجيات رعاية المراهقين ضمن خطة التنمية ألا يغيب عنهم إضافة محور مهم عن المراهقة السياسية والإدارية فقد تكون لها أولوية تنموية لحماية مسيرة التنمية منها ومن تداعياتها على تحقيق الأهداف والغايات المرجوة.