بو شلاخ.. باللهجة الكويتية تعني صاحب الخيال الواسع اللا محدود الذي يضيف لأي مجلس يحضره قصصا من خياله الواسع على غير الحقيقة، سواء كان حاضرا في تلك القصص أو غائبا عنها، وقد يعرف الحضور بالمجلس أن هذا (بوشلاخ) ولكنهم يستمعون إليه بل ويمثلون إعجابهم بكلامه.
وقد يكون بو شلاخ متبوئا أحد المناصب المهمة فتكون كارثة نقل أسلوب وسياسة بو شلاخ إلى مؤسسة بأكملها دون اكتراث.
وبالتأكيد فإن كل منا تعامل مع بو شلاخ في أحد المواقف ولم تتح له الفرصة للتدخل أو تصحيح المعلومات.
وعندما يترك بو شلاخ في منصبه فإنه بلا شك لن يكون واجهة طيبة للمكان أو المؤسسة التي يعمل بها فلذلك لابد أن نتأكد إن كان بو شلاخ موجودا في أي مجلس من المجالس أو أي منصب لأن بوجوده تضيع الحقوق وتودع الموضوعية والجدية والعدالة، فهو ليس في قاموسه كلمة «لا أعرف» أو مستحيل ويعتقد أنه يعرف كل شئ ويستمر على هذا النهج طالما لا يوجد من حوله سوى مناخ مشجع، حيث ان المناخ ممكن أن يصنع نماذج متعددة من بو شلاخ وليس نموذجا واحدا فقط، وكذلك فإن جهاز كشف الكذب مهما كانت قدراته قد يعجز عن اكتشاف حالات كثيرة من «بو شلاخ».
وقد يتمتع بو شلاخ بمهارات شخصية مثل خفة الظل أو خفة الدم فيكون وجوده بالمجلس سببا للترويح عن مرتادي المجلس إن كان مجلسا اجتماعيا، أما إن كان المجلس رسميا فإن وجوده فيه يفقد المجلس وقاره والموضوعية والمصداقية وليس أمامنا سوى أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون في أي مرفق يدار وتخضع إدارته إلى بو شلاخ.
لقد تعلمنا في دراستنا للطب أن نقول لا أعلم وبكل شجاعة أدبية عندما يطرح موضوع أو سؤال ولا نعرف إجابته وكنا نرصد درجات على ذلك فالإنسان يجب ألا يفتي في مواضيع لا يفقهها.
وإن أفتى أي شخص بما لا يعرفه فإن النتائج تكون سلبية عليه فقد يفقد ثقة الآخرين، فلذلك لا أنصح أحدا أن يكون بو شلاخ ويفتي في أي موضوع إلا عندما يكون متأكدا منه حتى لا يفقد المصداقية وثقة الآخرين.