مع ما يدور حولنا الآن من أحداث فإن من الواجب أن تكون بعض المفردات واضحة وغير مبهمة لأن الوضوح يعزز الشفافية، ومن الكلمات التي تتردد مع الحديث عن أي أمراض معدية كلمة مخالطة المريض.
وعندما ندقق نجد أن المخالطة قد تكون لصيقة أو عابرة وسواء كانت لصيقة أو عابرة فإن مخالطة المريض تضع الشخص المخالط أمام مسؤولية أن يفصح عن المخالطة حتى يكون عونا على تتبع انتقال العدوى فقد تكون المخالطة أثناء فترة الحضانة أو أثناء المرض ويجب على المخالط ألا يحجب أي معلومات عن المسؤولين، كما يجب عليه أن يدرك الواجب الوطني لمساعدته في دراسة وتتبع مسار انتقال العدوى ويدخل في ذلك المخالطة من الأطباء والهيئة التمريضية ومقدمي الرعاية الصحية والزملاء في العمل والمنزل.
وكذلك فإن هناك المخالطة في وسائل النقل سواء الطائرة أو السيارة أو القطار وهؤلاء جميعهم يخضعون لبروتوكولات منظمة الصحة العالمية ومراكز الوقاية والتحكم بالأمراض بالولايات المتحدة الأميركية.
وعند وضع وتنفيذ خطط التصدي للأوبئة فإن حصر المخالطين وتتبعهم والتعامل معهم وإجراء الفحوصات لهم تعتبر جزءا مهما من الخطة لأنهم بمخالطتهم للحالات الإيجابية يصبحون جزءا من الأزمة التي تتطلب التعامل بموضوعية ومهنية.
وكذلك هناك بعض المخالطين الذين يكونون أكثر عرضة للعدوى ولهم أهمية خاصة وهم كبار السن والأطفال والحوامل ومن لديهم مناعة ضعيفة مثل مرضى السكر والسرطان ومن يتعاطون الكورتيزون باستمرار.
ولذلك يجب على من يخالط أي مصاب أن يفصح عن ذلك لحصرهم حيث انه إن لم يتم حصرهم وتتبعهم والتعامل معهم بمهنية فإنهم يصبحون مصادر لانتشار العدوى ودون معرفتهم ذلك إذ ان حصر ومتابعة المخالطين ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى خبرة ومهارات مهنية ضمن مهارة إدارة الأزمات وقد يسقط من قائمة المخالطين البعض بالرغم من أهمية تتبعهم وحصرهم مثل العمالة المنزلية والعمالة في أماكن العمل أيضا.
ولا بد من متابعة مخالطي المرضى بانتظام لرصد ظهور الأعراض وتحري علامات الإصابة بالعدوى ومن ثم إطلاعهم على وضعهم الصحي للرعاية المبكرة وحماية أفراد المجتمع والأمن الصحي.