مع انتشار «كورونا» المستجد في العديد من دول العالم بالأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية وبهذه الأرقام التي تنشر في الإعلام بكل شفافية وبموقع المنظمة فإن الأرقام تعني أشخاصا مرضى لهم حقوق لا يمكن غض البصر عنها في أوقات الأوبئة ويجب ضمان حصولهم على تلك الحقوق، حيث إن معظمها لا يمس ولا يتعارض مع الأمن الصحي في المجتمع.
وهذه الحقوق أساسية للإنسان مثل حق المعاملة باحترام والحق في نبذ الوصمة والتمييز والحق في الخصوصية بما في ذلك عدم تصوير المريض أو نشر صوره في وسائل الإعلام إلا بموافقة مكتوبة من المريض وكذلك عند إقرار الحجر الصحي على المريض.
وقد يعتقد البعض أن أوقات الأوبئة تكون مبررا لاتخاذ أي إجراءات استثنائية حيال المريض دون مراعاة حقوقه وهو ما يجب ألا يغيب عن الزملاء والزميلات مقدمي الرعاية الصحية في أوقات الطوارئ.
ويجب أن تكون حقوق المريض حاضرة وبقوة عند التعامل مع حالات الاشتباه أو الحالات المؤكدة للعدوى، إذ إن أي عدم اكتراث لحقوق المريض سيعيدنا إلى ممارسات قديمة عفى عليها الزمن وارتبطت بأزمنة قبل إقرار حقوق الإنسان وحقوق المرضى، حيث إن البعض كان يكبل المريض قبل إعطائه العلاج.
ومن أهم حقوق المريض هو حقه في المعرفة عن المرض وما مضاعفاته وأعراضه وطرق الوقاية والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته وخطة العلاج.
وقد يؤرق المريض عن سبب وضعه في الحجر الصحي وخطة هذا الحجر وما له وما عليه من واجبات خلال فترة الحجر، ومن حقه أن يزود بالإجابات المقنعة وبلغة سهلة تتفق مع مستواه الثقافي، ومن واجب والتزامات مقدمي الرعاية الصحية من أطباء وهيئة تمريضية أن تكون لديهم الإجابات والشرح المفصل لذلك.
إنني أدعو زملاء المهنة والمهتمين إلى محاولة الاستفادة من تقرير حديث جدا أعده فريق متخصص رفيع المستوى بعد زيارة الصين ضمن مهمة علمية من منظمة الصحة العالمية، وقد نشر منذ ساعات على موقع المنظمة وبه معلومات قيمة وتوصيات بما يخص الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد.