إنه فعلا مستجد، فلم يسبق أن عشنا ما نعيشه هذه الأيام من ترويع وهلع وخوف ألقى بظلاله على الاقتصاد والتجارة والتعليم والسياسة وترتبت عليه قرارات قد تكون لم تأخذ الوقت الكافي لدراستها. ولكن منذ أن انتشر هذا الفيروس المستجد أصبح الخبر الأول في الوسائل الإعلامية في جميع أنحاء العالم وبكل اللغات بالرغم من أن معدل الوفيات الناتجة عنه هي من ٢-٤% فقط ونحو ٩٨% من الحالات تشفى تماما.
ومهما حاولنا بث بعض الأرقام والحقائق عن العدوى بالفيروس المستجد فإن الرعب سيد الموقف، والقرارات التي تمس الحياة اليومية اتخذت بالفعل دون دراسة علمية وأصبحت رائحة المطهرات تزكم الأنوف ولم يعد هناك أي مجال لحديث آخر بخلاف الكورونا والتحليل والعزل والحجر والمطهرات والمخالطين، وخلف كل كلمة عناوين كثيرة. وآن الأوان للبحث عن مخرج من هذا الصخب لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعيدا عن تدفق الأخبار عن كورونا المستجد. وفي أمور كثيرة قد يختفي المتخصصون ويظهر الهواة المجتهدون دون تقدير علمي للموقف وكذلك من الكوارث أن تتخذ قرارات ليس لها أي مبررات علمية ولكنها تتخذ استجابة لضغوط وحسابات لا علاقة لها بكورونا المستجد. فلا بد من التوعية وتشديد الإجراءات الوقائية لحماية الجميع ومراجعة القرارات التي لم يتم اتخاذها على أسس علمية ووقائية واحترازية ليحفظ الله الجميع من الإصابة بهذا الفيروس المستجد. وأدعو الله أن يحفظ الكويت وأهلها جمـيعا من هذا الفيروس ومن كل سوء.