الكمام والقفازات والكحول المطهر لا تكفي.. نعم إن الكمام والقفازات والكحول المطهر لتطهير اليدين أو تعقيمها، كما يشاع بالخطأ عن تطهير اليدين بالكحول، لكن الرهان هو على تعرف أفراد المجتمع على «كورونا المستجد» وجدوى وفاعلية الإجراءات، لأن دعوتهم إلى اتباع الإرشادات الصحية يجب أن تسبقها توعية مبنية على الحقائق العلمية دون تهوين أو تهويل.
وهنا فإن عرض أرقام الإصابات والوفيات يوميا دون تحليلها حسب العمر والجنس وعوامل الخطورة وكيفية انتقال العدوى بالتفصيل قد لا يكون كافيا، كذلك فإن من حق المجتمع أن يجد الى جواره استشاريين متخصصين يشرحون كل شيء ولا تضيق صدورهم عن توضيح المسارات والإجراءات وجدواها وليس فقط إعطاء الأوامر بالالتزام بالبقاء في المنزل أو الامتثال للحجر أو التهديد بالعقوبات لأن الموقف يتغير بصورة يومية ومن حق كل فرد في المجتمع أن يجد الإجابات المقنعة التي تبدد القلق الذي صنعه الخطاب الإعلامي التشاؤمي الذي أحاط بإجراءات مشددة لم يتم شرح جدواها قبل أو بعد اتخاذها.
وهنا تكمن مسؤولية القيادات الاستشارية المتخصصة في ألا يتواروا عن المشهد بل يجب أن يتقدموا دون بهرجة إعلامية زائفة وإنجازات مبالغ فيها.
ويجب على جامعة الكويت، وكلية الطب وكلية الصحة العامة، وما تزخر به من كفاءات نعتز بها، أن تكون حاضرة في المشهد الحالي والتوعية المبنية على المعرفة ومتابعة البحوث والمستجدات ونشر رسائل الأمل لتخفيف الضغط النفسي على أفراد المجتمع وآثار الحجر سواء كان مؤسسيا أو منزليا والمساعدة في تجاوز التحديات.
يستخدم البعض ممن يقومون بمهام التوعية لغة التهديد والوعيد والأوامر، وهي طرق منفرة ولها آثار عكسية، حيث إن التوعية يجب ألا تكون بالأوامر بل بالحكمة والموعظة الحسنة (وجادلهم بالتي هي أحسن)، بدلا من الترهيب والتخويف، لتستطيع كسبهم وامتثالهم لما فيه صالحهم وللمصلحة العامة.