مما لا شك فيه أن الأرقام المجردة تختلف عن المعلومات المفيدة، ولذلك فإن عرض الأرقام فقط دون تحويلها إلى معلومات قد يكون غير مجد لمتخذي القرار أو الشركاء فيه، وهذا يجب مراعاته دائما وأثناء الأزمات خاصة.
وقد تكون أزمة كورونا المستجد مثالا حيا على ذلك، حيث إن كل رقم له معان ورسائل من الضروري عرضها بوضوح مع الرقم حتى لا يتم اتخاذ قرارات غير منطقية بسبب الأرقام وحدها. إن نشر الأرقام وحدها عن أعداد الإصابات والوفيات والشفاء لحالات كورونا المستجد دون شرح معنى كل رقم سلبا أو إيجابا، يصعب على الشركاء تقدير الموقف أو الاقتناع بجدوى القرارات التي يتم اتخاذها.
وباعتقادي ما يشعر به الكثير من المتخصصين وغير المتخصصين عندما تنشر المواقع أرقاما عن كورونا المستجد فيكون السؤال المشروع من الجميع على الفور هو: ماذا نستفيد من عرض هذه الأرقام ومعرفتها وماذا تعني هذه الأرقام؟.
وكذلك من حق الشركاء أن يكون لهم رأي في مصادر هذه الأرقام ومراحل وخطوات تحويلها إلى معلومات مفيدة والمقارنات والأساليب الإحصائية والمعلوماتية التي أصبحت متاحة للجميع.
أما كيفية تعامل المسؤول مع الأرقام والمعلومات فذلك شأن آخر، فهناك مسؤولون يكتفون بالأرقام فقط لإصدار القرارات والتي قد لا تكون مناسبة أو ليست في الوقت المناسب، وهناك مسؤولون يبحثون عن المعلومات وليس الأرقام التي تدعم اتخاذهم القرارات المهمة فتكون القرارات منطقية ويسهل حشد الشركاء لتنفيذها.
وفي هذا السياق ومع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإن تعاملنا مع الأرقام سواء من مواقع اتخاذ القرار بكل المستويات أو بمواقع المتابعين والمتفرجين يجب أن يكون بطريقة نحسن معها الاستفادة من الأرقام بتحويلها إلى معلومات ذات قيمة وجدوى تخاطب العقول بما يدعم اتخاذ القرارات، وخصوصا أن بعض القرارات إن لم تدعمها المعلومات تفقد مبررات إصدارها وتطبيقها وتصبح من دون فائدة أو توصف بالعشوائية، وهناك بلا شك العديد من الأمثلة من حولنا في العديد من المجالات.