بينما كنت أطالع المواقع الإلكترونية في محاولة للاستفادة من فترة الحظر الكلي، شاهدت على موقع منظمة الصحة العالمية أن جمعية الصحة العالمية التي كانت تعقد سنويا في جنيف ويحضرها الوزراء وكبار المسؤولين عن الصحة من 194 دولة بالعالم تعقد الآن بطريقة مختلفة بتقنية التيليكونفرانس عن بُعد ولمدة يومين فقط نظرا لوباء كورونا المستجد.
وكان على جدول الأعمال للاجتماع غير العادي مشروع قرار تقدمت به العديد من الدول عن كورونا المستجد وتنص إحدى الفقرات على إجراء مراجعة مستقلة لما قامت به المنظمة منذ إبلاغنا لأول مرة عن كورونا المستجد في الصين.
وأن المراجعة هي في الواقع استعراض لما حدث منذ اللحظات الأولى وكيف انتقل الفيروس من مكان ظهوره لأول مرة إلى مختلف دول العالم والتداعيات التي نتجت عنه، والدروس المستفادة مما شهده العالم خلال الأشهر الماضية من ديسمبر 2019 حتى الآن.
والأرجح أن القرار الذي سيتخذ في هذا الشأن سيفتح ملفات قد لا تكون ملفات صحية لأن الفيروس انتقل بين دول ذات أنظمة حكم مختلفة وذات قدرات متباينة على اتخاذ القرارات وإدارة الأزمات، كما أن هذه المراجعة المنتظرة ستفتح أيضا بابا لتقييم أداء منظمة الصحة العالمية في هذا الوباء العالمي، وكيف تعاملت مع كورونا المستجد منذ البداية.
وقد كان الرأي السائد آنذاك أن الفيروس لا ينتقل بين البشر وعندما ظهر الفيروس فإنه بعيد عن العالم وتحت السيطرة في ووهان، وبعد ذلك عاش العالم الأيام الصعبة ومازال! فهل مازال من بيننا من يعتقد أن الفيروس لا ينتقل بين البشر؟ إنه قرار غير مسبوق وغير صحي من منظمة الصحة العالمية، ولابد من المراجعة الشاملة المستقلة والنزيهة والمحايدة لاستخلاص الدروس المستفادة من هذه الأزمة، وهو ما يجب أن يتم على جميع المستويات وليس فقط على مستوى منظمة الصحة العالمية لنتعلم ونستفيد مما يجب عمله عند حدوث -لا قدر الله - أي أزمة أخرى ونتصرف حيالها بحكمة ودون تعقيد.