ماذا لو اكتشفنا بعد فترة من الزمن أن ما حدث للعالم أجمع كان يمكن تفاديه منذ ديسمبر 2019 وما هي الأوراق والألاعيب الخفية والأجندات الخاصة تجاه ذلك، وهل كان للسياسة دور في كورونا المستجد ومن هم المستفيدون مما حدث على مستوى العالم وليس على مستوى الدول؟ إنها أسئلة تحتاج إجابات عنها بشفافية ونزاهة ومهنية لأن التاريخ سيتوقف طويلا عند كورونا المستجد وتداعياته العالمية والإقليمية والمحلية ليس من حيث أعداد الإصابات والوفيات والشفاء والحجر، بل من حيث إدارة الأزمة والتأثيرات على عجلة الاقتصاد والتنمية والتعليم والحياة الاجتماعية والروابط الإنسانية.
وستظل التداعيات لفترات طويلة في جميع المجتمعات، ولكننا نحتاج الوقت لكشف الكثير عن الأوراق الخفية في هذه الأزمة التي عصفت بالعالم ومازالت. واضطر العالم للبحث عن طريقة للتعايش معها بعد اليقين أن الأمصال والعلاج النوعي ليست في متناول اليد الآن في أي مكان بالعالم، بل إن بروتوكولات الرعاية لفيروس كورونا المستجد أصبحت أقل تشددا عن ذي قبل، ومن المتوقع أن تخفت الأضواء عن الوفيات والإصابات.
ولكن يبقى السؤال المهم هل كان كورونا المستجد مزحة سخيفة أم كذبة كبرى، وهل يصدق ما يتم ترويجه من روايات وقصص حوله، وهل كانت البداية من ووهان وكان الفيروس كما تم الترويج له من منظمة الصحة العالمية أنه لا ينتقل بين البشر، وهل كانت الرسائل الإعلامية يشوبها الصدق والمهنية، وهل كان يمكن لمنظمة الصحة العالمية منذ البداية أن تلعب دورا آخر في هذه الأزمة، وماذا عن أصحاب المصالح على مستوى العالم بدهاليز السياسة ودهاء الساسة ودوائر رسم السياسات واتخاذ القرارات الدولية ؟.
وبينما يرتعد البعض خوفا عند سماع الإحصاءات اليومية عن الإصابات والوفيات بسبب كورونا المستجد، ويبكي الأطفال على مدارسهم، ويلهث الآخرون بحثا عن الكمامات والمطهرات، فإن هناك أجندات خفية يتم تنفيذها للتخويف والتهويل ضمن سيناريو المزحة السخيفة، وهذه المزحة استخدمت الصحة لتصفية حسابات سياسية بين القوى الكبرى دون اكتراث بالتداعيات الإنسانية جمعاء وعلى التنمية الشاملة والمستدامة التي يتشدقون بها.
وإن كانت جائحة كورونا المستجد موضع اهتمام منظمة الصحة العالمية منذ بداية اكتشاف الفيروس لكانت قامت بأكثر مما تم عمله، ولكن يبدو أن الشيخوخة أصابت المنظمة بالوهن والضعف، وآن الأوان لميلاد كيان جديد يتولى الأمن الصحي العالمي بروح ومفاهيم جديدة.